انهال شاب مفتول العضلات، بالضرب والركل على والدته، وبشكل وحشي، حتى انه لم يرحمها حين وقعت أرضا والدماء تنزف منها، ولولا تدخل بعض أهل القرية لكان اجهز عليها، فقد اطبق يديه القويتين على عنقها في رغبة واضحة منه لقتلها خنقا وانهاء حياتها.

الواقعة حدثت في احدى القرى الأفريقية، وتحديدا في جمهورية الكونغو، ولأن القرى البعيدة والنائية ليس لها أي رابط بالحكومة المركزية، فإن الدولة تقوم بانشاء مركز شرطة صغير وفيه عدد قليل من الجنود، ويكون هناك ضابط يتولى كل المسؤوليات في إدارة شؤون القرية فهو القاضي والحاكم ويتولى كل الأمور.

بمعنى ان هذا الضابط بالنسبة لسكان القرية يشبه رئيس الجمهورية، ولا يمكن لأي فرد في القرية ان يعترض على قرارته أو أحكامه التي يصدرها أو الشكوى والتذمر منها، وأهل القرية جميعا ياملون ان يكون رجل طيب القلب وعادل ورحيم بأهل القرية، أما إذا جاء عكس ذلك فسيحول حياة السكان إلى جحيم فهو الذي يقرر حياتهم وموتهم ومنحته الدولة الصلاحية المطلقة بالتصرف دون العودة إلى القيادة العليا في الحكومة المركزية.

ومن حظ سكان القرية انه تم تعيين ضابط جيد يسير أمور المنطقة بكل اقتدار دون أن يحاول استغلال السلطات الممنوحة له، ولكنه لا يرحم في العقاب، خاصة حين يتم التعرض لكبار السن بالاذى وقد جن جنونه حين علم بما فعله الشاب بوالدته المسكينة، فاصدر عقابا مرعبا وغريبا وقرر ان يقوم هو بنفسه تنفيذ العقوبة.

طلب من الجنود ربط الشاب المعتدي على والدته إلى جذع شجرة في وسط القرية وهو منزوع الملابس إلا ما يستر عورته، ثم اخذ يجلده بكل قسوة، وكان كلما ارتفع صوت الشاب بالصراخ، زاد من قسوته، وبدأت الدماء تسيل من جسد الشاب ووجهه، حتى اغمي عليه.

ورفض الضابط توسلات الأم التي كانت تقبل اقدامه ليعفوا عن ولدها، وكانت تجهش بالبكاء وتقول أنها قد سامحته، لكنه نهرها بقوة وقال ان امثال ولدها لا يستحقون الحياة واقسم لها انه لن يتركه الا جثة هامدة، وبالفعل نفذ تهديداته واستمر في ضرب الشاب حتى لفظ أنفاسه الاخيرة، ثم طلب من الجنود ان يلقوا بجثته في حفرة ويهيلوا عليها التراب.