في موقف إنساني وإخلاقي لافت للانتباه، أظهر جندي في الجيش اليمني تحليًا عظيمًا بالأمانة والضمير، عندما أعاد مبلغًا ماليًا كبيرًا تم صرفه له عن طريق الخطأ من قبل إحدى شركات الصرافة، مؤكّدًا أن ضميره لا يسمح له بأخذ ما ليس له.

وتفصيلًا للواقعة، توجه الجندي إلى إحدى شركات الصرافة في إحدى المحافظات لتسلّم راتبه الشهري المستحق، حيث استلم من الموظف المختص سندًا نقديًا لإتمام عملية الصرف. لكن ومن دون قصد أو علم منه، تم تسليم الجندي سندًا خاصًا بحواله مالية شخص آخر، بلغ قيمتها الإجمالية 15 مليون ريال يمني.

وبعد أن قدّم الجندي السند إلى الصندوق وتسلّم المبلغ، فوجئ بأن القيمة التي بيده تختلف تمامًا عمّا كان متوقعًا، فسارع إلى إبلاغ موظفي الشركة، مؤكدًا لهم أن راتبه لا يتجاوز 70 ألف ريال يمني، ومشيرًا إلى وجود خطأ في السند الذي تم تسليمه له.

وخلال التحقق من الأمر، تبيّن أن هناك لبساً حدث من قبل أحد الموظفين في الشركة، أدّى إلى تسليم الجندي مبلغاً لا يستحقه، فما كان منه إلا أن أعاد كامل المبلغ على الفور، مُظهراً بذلك سموّ أخلاقه وقوة إيمانه بالأمانة.

من جانبهم، أشاد القائمون على شركة الصرافة بموقف الجندي البسيط ولكن العظيم، مؤكدين أن مثل هذا السلوك النبيل يعكس مدى ارتفاع مستوى الوعي الأخلاقي لدى الكثير من المواطنين رغم الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن.

وأكد المتحدث باسم الشركة أن المبلغ تم استرجاعه وتسليمها لمستحقه الحقيقي بعد التحقق من الهوية وتوفير الوثائق اللازمة، مشيدًا بتعاون الجندي ورفضه التام للاستفادة من الخطأ البشري.

وقد انتشرت قصة الجندي بين موظفي الشركة وعملائها كمثال حي على الأمانة والنزاهة، وسط دعوات لتكريمه وتقدير مواقفه التي ترفع الرأس في زمن أصبحت فيه القيم مهددة بالضياع.