شمسان بوست / خاص:

في كشف أثري غير مسبوق قد يعيد تشكيل فهمنا لاستخدام المعادن الثمينة في جنوب الجزيرة العربية، أعلن الباحث اليمني المتخصص في الآثار، عبدالله محسن، عن ظهور ختم أسطواني نادر مصنوع من ذهب الإلكتروم، يحمل نقوشاً بخط المسند، ويُعتقد أنه يعود إلى القرن الأول قبل الميلاد.

الختم، الذي يتميز بتصميمه الفريد على شكل أسطوانة ثُمانية الأضلاع، منقوش على كل وجه من وجوهه الثمانية بسطر مسندي يتراوح عدد حروفه بين أربعة إلى خمسة، ما يجعله تحفة لغوية وفنية في آنٍ واحد. ويُعد هذا الاكتشاف الأول من نوعه من حيث المادة والتصميم والنقوش، في تاريخ الآثار اليمنية.

ويُشير الباحث محسن إلى أن الختم مصنوع من سبيكة إلكتروم، وهي مزيج طبيعي من الذهب والفضة، عُرفت باستخداماتها الرفيعة في الحضارات القديمة، بدءاً من تغليف المسلات والمومياوات الملكية في مصر، وصولاً إلى سك العملات والميداليات الحديثة مثل جائزة نوبل.

وتُظهر الصور المتداولة للختم أنه مغطى من طرفيه ويحتوي على فتحة معدّة لتعليقه، ما يرجح استخدامه كشارة فخمة لأحد النخب أو كبار الكهنة أو الحكام في اليمن القديم. ويُحتفظ حالياً بالختم ضمن مجموعة خاصة في مدينة نيويورك، بعدما عُرض للبيع في مزاد علني بالولايات المتحدة يوم 1 مارس 2023، من خلال معرض “فورتونا فاين آرتس المحدودة”.

وأضاف محسن أن التحقيق جارٍ للتثبت من أصالة القطعة وتاريخها، داعياً الباحثين الشباب والمتخصصين في اللغة المسندية إلى دراسة النصوص المنقوشة وتحليل محتواها، لما قد تحمله من معلومات قيّمة حول الهوية السياسية والدينية لصاحب الختم.

هذا الاكتشاف، إن تأكدت أصالته، قد يكون أول دليل أثري على استخدام اليمنيين القدماء لسبائك الإلكتروم في صناعاتهم الراقية، ويؤكد عمق وتنوع مهاراتهم الحرفية والمعرفية في مجالات المعادن واللغة والفن.