قرارات واشنطن والناتو "لا تُقرأ كرسائل سلام، بل إشارات لمواصلة الحرب"، وموسكو تستعد لاستئناف المفاوضات مع كييف، بانتظار تحديد موعد الجولة القادمة.

حشد نت - وكالات:

تراوحت ردود الفعل الروسية على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي هدد فيها بفرض عقوبات على مشتري الصادرات الروسية، بين السخرية والقلق، وسط تأكيدات الكرملين أن هذه التصريحات "خطيرة" وتستوجب التحليل.

وفي موقف غير مسبوق، أعلن ترامب، الإثنين، عن إرسال شحنات أسلحة جديدة إلى أوكرانيا، كما هدد بفرض عقوبات على أي جهة تستورد الصادرات الروسية، ما لم توافق موسكو على اتفاق سلام خلال 50 يوماً. وقال في مقابلة مع "بي بي سي": "أشعر بخيبة أمل تجاه بوتين، لكنني لم أيأس منه بعد".

وفي أول تعليق رسمي، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الثلاثاء، إن بعض تصريحات ترامب "موجهة شخصيًا للرئيس بوتين"، واصفاً إياها بـ"الخطيرة للغاية"، مضيفاً: "نحتاج إلى وقت لتحليل ما قيل، وإذا رأى الرئيس ضرورة، فسيعلّق لاحقاً".

وحول الإعلان عن شحنات الأسلحة، أشار بيسكوف إلى أن قرارات واشنطن والناتو "لا تُقرأ كرسائل سلام، بل إشارات لمواصلة الحرب"، مؤكدًا مجددًا استعداد بلاده لاستئناف المفاوضات مع كييف، بانتظار تحديد موعد الجولة القادمة.

في المقابل، سخر مسؤولون روس من تصريحات ترامب. وكتب ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، على منصة "إكس": "ترامب أطلق تهديداً مسرحياً.. أوروبا أصيبت بخيبة أمل، أما روسيا فلم تكترث".

أما نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي، كونستانتين كوساتشيف، فاعتبر عبر "تلغرام" أن تصريحات ترامب تفتقر للواقعية، قائلاً: "إذا كان هذا كل ما لدى ترامب، فالتوقعات مرتفعة جداً". وأضاف أن ترامب يسعى لجعل الأوروبيين يشترون أسلحة أميركية لأوكرانيا، بينما المستفيد الوحيد هو المجمع الصناعي العسكري الأميركي.

وعلى صعيد المفاوضات المتعثرة، أكد بيسكوف أن روسيا لا تزال تنتظر اقتراحات من أوكرانيا بشأن توقيت الجولة المقبلة. في حين يرى الجانب الأوكراني أن الحوار مع الوفد الروسي الحالي "عديم الجدوى"، بسبب ما وصفه بغياب التفويض لتقديم تنازلات، وطرح مطالب غير مقبولة.