تشهد مدينة رداع بمحافظة البيضاء أزمة مياه خانقة تهدد حياة الآلاف من السكان، في ظل تفاقم استنزاف الموارد المائية الجوفية لصالح زراعة القات، في مشهد يعكس اختلال أولويات استخدام المياه في واحدة من أكثر المناطق جفافًا.

وقالت مصادر محلية لـ"المشهد اليمني"، إن معظم أحياء رداع تعاني من انقطاع شبه كلي للمياه منذ أسابيع، نتيجة قيام أصحاب الآبار بنقل المياه لري مزارع القات المنتشرة في أطراف المدينة، ما أجبر السكان على شراء المياه بأسعار باهظة أو اللجوء إلى مصادر غير آمنة.

وأضافت المصادر أن المياه التي كانت تُستخرج في السابق من أعماق لا تتجاوز 80 مترًا، أصبحت اليوم تحتاج إلى حفر يتجاوز 900 متر، ما يعكس خطورة الانحدار السريع في منسوب المخزون الجوفي، ويُنذر بكارثة بيئية وشيكة.

ودعا المواطنون إلى تفعيل القرارات السابقة التي تحظر نقل المياه خارج المدينة، مطالبين بوقف عبور صهاريج المياه عند نقاط التفتيش الأمنية، ومحاسبة المتورطين في ما وصفوه بـ"جريمة منظمة" بحق المورد الأهم لحياة الناس.

ويُعد القات من أكثر الزراعات استنزافًا للمياه في اليمن، حيث يستهلك ما يقارب 40% من إجمالي الموارد الجوفية في بعض المناطق، في ظل غياب أي استراتيجية وطنية للحد من توسعه العشوائي أو تقنين استخدام المياه لصالحه.

وأكد الأهالي أن استمرار الصمت الرسمي تجاه هذه الكارثة سيُدخل رداع في أزمة عطش غير مسبوقة، قد تدفع السكان إلى النزوح أو الاحتراب على ما تبقى من آبار المياه، ما لم يتم التدخل بشكل عاجل وإصدار قرارات ملزمة وصارمة لردع المتسببين.

كلمات مفتاحية :

رداع - البيضاء - أزمة مياه - انقطاع المياه - المياه الجوفية - مزارع القات - استنزاف المياه - صهاريج الماء - تهديد بيئي - حفر آبار - جفاف اليمن - القات - الكارثة المائية - القاع - حارات عطشى - صراع المياه - مأساة سكان رداع - الأمن المائي - فساد توزيع المياه - النقاط الأمنية