مشاهدات

قالت منظمة "إنقاذ الطفولة" إن مقتل خمسة أطفال في تعز جنوب غرب اليمن أثناء لعبهم كرة القدم بسبب انفجار ذخائر غير منفجرة أدى إلى ارتفاع عدد الأطفال الذين وقعوا ضحايا للذخائر غير المنفجرة والألغام الأرضية هذا العام إلى 40 طفلا على الأقل، داعية إلى مزيد من التمويل لأنشطة مكافحة الألغام المنقذة للحياة.

وأضافت المنظمة في بيان لها، أن اليمن لايزال من أكثر بلدان العالم تلوثًا بالألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة، والأطفال هم من يدفعون الثمن. ففي النصف الأول من عام 2025 وحده، تسببت هذه المخلفات الحربية بمقتل وإصابة 107 مدنيين.

وأوضح البيان أنه في العام الماضي، بلغ العدد الإجمالي 260 قتيلًا، أكثر من ثلثهم أطفال، وفقًا لمشروع رصد الأثر المدني، مشيرا إلى عقود من الصراع المسلح المتكرر منذ أوائل ستينيات القرن العشرين خلفت إرثًا مميتًا من الذخائر المتفجرة في اليمن، مما يشكل تهديدًا مستمرًا لسلامة الأطفال.

رغم هذا الخطر المستمر، أجبرت تخفيضات التمويل أنشطة مكافحة الألغام المنقذة للحياة على التوقف، بما في ذلك رصد الحماية، وإزالة الألغام، والتوعية بالمخاطر، ومساعدة الضحايا في جميع المناطق المتضررة من الأزمات تقريبًا.

تأتي هذه التخفيضات في وقت لا يزال فيه أكثر من خمسة ملايين شخص - بمن فيهم 2.8 مليون طفل - بحاجة ماسة إلى دعم في مجال مكافحة الألغام، وفقًا للأمم المتحدة .

وقال محمد مناع، مدير منظمة إنقاذ الطفولة في اليمن: "إن هذه الحادثة المأساوية هي تذكير بأن لا مكان آمن حقًا لأطفال اليمن بينما تظل هذه البقايا القاتلة من الحرب متناثرة في أحيائهم، وفي طريقهم إلى المدرسة، وحتى في الأماكن التي يلعبون فيها.

ليس هذا هو الوقت المناسب لتجاهل هذه القضية الملحة والواقعية. فقد عبد الله، البالغ من العمر ستة عشر عامًا من الحديدة، ساقيه بعد أن داس على لغم أرضي أثناء سيره مع أصدقائه. أخبرنا أنه حزين لرؤية أصدقائه يلعبون كرة القدم على كرسي متحرك. من مسؤوليتنا ضمان عدم معاناة المزيد من الأطفال مثل عبد الله.

ودعت منظمة "أنقذوا الأطفال" الجهات المانحة إلى إعادة تمويل برامج مكافحة الألغام ومبادرات التوعية بمخاطرها وزيادة تمويلها بشكل عاجل. تُعد هذه الجهود المنقذة للحياة بالغة الأهمية لحماية المجتمعات الضعيفة، وخاصة الأطفال، من الآثار المميتة للألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة.

وفي ختام بيانها شددت على أنه يجب على جميع أطراف النزاع التوقف عن استخدام الألغام الأرضية وغيرها من الأسلحة المتفجرة، واحترام القانون الإنساني الدولي احترامًا كاملًا لمنع إلحاق المزيد من الضرر بالمدنيين.