أقدمت مليشيا الحوثي الإرهابية، مؤخرًا، على اختطاف المحامي ميثاق الحيدري في العاصمة صنعاء، بسبب منشورات له على “فيسبوك” أبدى فيها تضامنه مع أسرة الشيخ صالح حنتوس، الذي قُتل خلال اقتحام مسلح نفذته المليشيات على منزله في مديرية السلفية بمحافظة ريمة مطلع يوليو الجاري.

ووفق مصادر محلية، تلقى المحامي الحيدري، المنحدر من محافظة ريمة، استدعاء من أمن منطقة آزال التابعة للمليشيا في صنعاء يوم الاثنين، ومنذ ذلك الحين انقطع الاتصال به، ما أثار مخاوف أسرته بشأن مصيره، في ظل غياب أي معلومات رسمية عن مكان احتجازه أو حالته الصحية.

وكان الحيدري قد نشر منشورًا قبل اختفائه، كشف فيه عن تلقيه استدعاء رسمي من المليشيا، مرجحًا أن يكون ذلك تمهيدًا لاعتقاله بسبب مطالبته بفتح تحقيق شفاف في واقعة تصفية الشيخ حنتوس، وما تعرض له من ممارسات تعسفية واعتداءات ممنهجة على مدى سنوات.

وقبل اعتقاله، وجه الحيدري انتقادات لاذعة للمليشيات وشخصيات اجتماعية من ريمة، مستنكرًا صمتهم على ما وصفه بجريمة تصفية معلم للقرآن الكريم، ومنع إقامة عزاء أو تشييع له، في سلوك انتقامي اعتبره مهينًا لكل من تربى على يد الشيخ الراحل.

الشيخ حنتوس، الذي قُتل في هجوم مباشر شنته مليشيا الحوثي على منزله، كان قد خضع لحصار خانق دام سنوات، تخللته تهديدات متكررة ومنعه من تدريس القرآن، وفصله من وظيفته، بل ومحاولات لاغتياله. ورفض حنتوس، رغم الضغوط، تسليم نفسه للمليشيات، مفضلًا مواجهة الموت على الانصياع، حتى سقط شهيدًا في منزله، بحسب روايات من أقاربه وأبناء منطقته.

وتعد حادثة اختطاف الحيدري حلقة جديدة في مسلسل القمع الذي تمارسه مليشيا الحوثي بحق كل من يرفع صوته رفضًا لسياساتها القمعية أو يدافع عن ضحاياها، وسط صمت دولي مقلق إزاء تزايد الانتهاكات في مناطق سيطرتها.