وجّه قائد محور الغيضة العسكري، اللواء الركن محسن علي مرصع، مساء الجمعة 11 يوليو/تموز 2025، وحدات الجيش برفع مستوى الاستعداد القتالي الكامل، تحسبًا لأي تهديد يستهدف محافظة المهرة، مؤكدًا أن أمن المحافظة "خط أحمر لا يُسمح بتجاوزه".

وفي كلمة مصورة تداولها ناشطون، خاطب اللواء مرصع جنوده بالقول:

"تمشون وأنتم رجال أبطال. الحوثيون يقاتلون زملاءنا في مأرب وغيرها، واليوم نقاتلهم وندفنهم في الصحراء. أنتم رجال قدها ومعنوياتكم تعانق السماء."

وأضاف في لهجة حازمة: "أي شخص يعترضكم، امسحوا به الأرض... لا رجوع، لا هروب، لا فرار لهم. ومن دخل المهرة وهو ناوي لها شر، أنهوا أمره، لا تتركوه يفر، واغتنموا ممتلكاتهم وسياراتهم، فهي حلال لكم."

كما أعلن اللواء مرصع عن مشاركته المباشرة في أي مواجهة محتملة، مؤكدًا: "أنا قائدكم وأولكم، لن أقول اذهبوا بل سأقول: الحقوني."

وفي موقف لافت مساء الجمعة، رفض اللواء مرصع لقاء وفد من قبائل خولان ومأرب الذين وصلوا إلى محافظة المهرة في محاولة للتوسط للإفراج عن القيادي الحوثي محمد الزايدي، المعتقل منذ أيام في منفذ صرفيت الحدودي أثناء محاولته مغادرة اليمن إلى سلطنة عُمان.

ورد مرصع على طلب المقابلة قائلاً: "أنا رجل دولة، أتعامل مع قيادتي بالنظام والقانون. ومسألة القبيلة؟ أنا من قبيلة الكوازم، وستجدوني قبيلي عسر."، في تأكيد صريح على رفضه الخضوع لأي وساطة قبلية في قضايا تمس الأمن القومي.

وتشهد محافظة المهرة توترًا أمنيًا متصاعدًا منذ إعلان الأجهزة الأمنية اعتقال محمد أحمد علي الزايدي – أحد أبرز الشخصيات الحوثية – أثناء محاولته مغادرة البلاد بجواز دبلوماسي صادر من سلطة الحوثيين في صنعاء، لا تعترف به الجهات الرسمية اليمنية.

وفي أعقاب اعتقاله، أفادت تقارير بأن نحو 20 طقمًا مسلحًا زعمت انتماءها لقبائل خولان حاولت الوصول إلى مدينة الغيضة مرورًا بمديرية شحن، لكن نقطة عسكرية تابعة للجيش تصدّت لها، في وقت تم فيه الدفع بتعزيزات من المنطقتين العسكريتين الأولى والثانية لتأمين مداخل الغيضة.

وفي تطور خطير، تعرضت قوة عسكرية كانت تنفذ مهمة أمنية في مديرية حوف لكمين مسلح في منطقة دمقوت، أسفر عن استشهاد العقيد عبدالله زايد – قائد كتيبة الدبابات باللواء 137 مشاة – وإصابة اثنين آخرين من أفراد القوة، ما دفع الجيش إلى إعلان حالة استنفار شاملة في عموم المحافظة.