حذّر الأستاذ فضل الجعدي، القيادي السابق في المجلس الانتقالي الجنوبي، من التداعيات الخطيرة التي قد تنجم عن الرفض الشعبي المتزايد للسياسات الاقتصادية الحالية في الجنوب، والتي وصفها بأنها "كارثية"، وتنذر بانهيار كامل قد يؤدي إلى مجاعة وتهدد المواطنين في لقمة عيشهم.

وقال الجعدي في تصريح صحفي إن "الاستمرار في اعتماد سياسات اقتصادية غير محسوبة، أدت إلى انهيار العملة المحلية، وارتفاع معدلات التضخم، وتراجع الخدمات الأساسية، أدى إلى حالة غضب شعبي واسعة النطاق، لا يمكن تجاهلها".

وأضاف أن هذا الرفض الشعبي، الذي يتصاعد يومًا بعد يوم، ليس مجرد رد فعل اقتصادي فقط، بل هو مؤشر خطر حقيقي قد ينعكس سلبًا على جبهات القتال ضد مليشيات الحوثي الإرهابية، مشيرًا إلى أن استنزاف الطاقة المجتمعية وتفاقم الأوضاع المعيشية قد يؤديان إلى تآكل الدعم الشعبي للجهود العسكرية والسياسية الرامية إلى استعادة الدولة.

وأكد الجعدي أن الوضع الحالي يستدعي تدخلات حاسمة وسريعة من قبل قيادة التحالف العربي، خاصة في مجال دعم الاقتصاد الوطني، ومساندة البنك المركزي، وإيجاد حلول عملية لتحسين الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والصحة والتعليم.

وشدد على أن استقرار الوضع الاقتصادي والخدماتي في المناطق المحررة هو حجر الأساس لمواجهة المشروع الحوثي، ولتعزيز صمود الجبهات العسكرية، محذرًا من أن الاستمرار في الإهمال والتلكؤ في معالجة هذه القضايا قد يفتح الباب أمام فراغ أمني واجتماعي يصعب السيطرة عليه.

ودعا الجعدي جميع الأطراف المعنية، بما فيها الحكومة اليمنية والتحالف العربي ومختلف المنظمات الدولية، إلى تحمل مسؤولياتها الإنسانية والوطنية، والتحرك العاجل لانتشال الريال اليمني من الانهيار، ووقف التدهور الحاد في مستوى المعيشة للمواطنين، قبل فوات الأوان.