في تصريح مثير للجدل، أكد مسؤول أمريكي لقناة الجزيرة أن التفاهم القائم بين واشنطن وجماعة الحوثي بشأن حرية الملاحة للسفن الأمريكية في البحر الأحمر لا يزال ساريًا، رغم الهجمات المتكررة التي تنفذها الجماعة في المنطقة، والتي تصاعدت في الأسابيع الأخيرة.

وأوضح المسؤول أن الهجمات الأخيرة لم تستهدف السفن الأمريكية بشكل مباشر، بل ركزت على سفن مرتبطة بإسرائيل، في إشارة ضمنية إلى سياسة تفادي الاشتباك المباشر مع الحوثيين، رغم الأضرار التي لحقت بحركة التجارة العالمية.

ويأتي هذا التصريح في وقت أعلنت فيه واشنطن أن حاملة الطائرات "يو إس إس فينسون" ستغادر المنطقة خلال يومين، بينما ستبقى "يو إس إس نيميتز" في الشرق الأوسط، في ما يُفهم كإعادة توزيع للقوة البحرية الأمريكية وسط تصاعد التوترات.

في المقابل، دعا ضابط بريطاني سابق إلى تشكيل تحالف دولي جديد يضم بريطانيا، والولايات المتحدة، وإسرائيل، والسعودية، للتصدي لما وصفه بـ**"تصعيد خطير من الحوثيين يهدد أمن الملاحة الدولية"**، مشيرًا إلى أن الجماعة أغرقت سفينتين تجاريتين خلال أسبوعين فقط، واستهدفت أكثر من 100 سفينة منذ بدء هجماتها.

وأضاف المعلق الدفاعي والضابط البريطاني السابق، اللفتنانت كولونيل ستيوارت كروفورد، أن الهجمات الحوثية تسببت في شلل جزئي لحركة الملاحة في البحر الأحمر، وأن الجماعة باتت تمثل تهديدًا لا يمكن تجاهله في المعادلة الإقليمية والدولية.

في السياق ذاته، كشفت هيئة البث الإسرائيلية أن تل أبيب طلبت من الولايات المتحدة استئناف ضرباتها الجوية على مواقع الحوثيين في اليمن، مبررة ذلك بتصاعد الهجمات الصاروخية الحوثية تجاه الأراضي المحتلة، واستمرار استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر.

يأتي هذا في وقت تتصاعد فيه التساؤلات حول فعالية الرد الأمريكي، ومصداقية سياسة الردع تجاه الحوثيين، خاصة مع استمرار الهجمات وتعقّد المشهد الإقليمي.