تُعد الخطوط الجوية اليمنية واحدة من أهم المؤسسات الاقتصادية الوطنية التي تعرضت لأضرار وخسائر كبيرة جراء الحروب والصراعات المرتبطة بالشأنين المحلي والإقليمي.
وسبق أن تعرضت الشركة لدمار هائل بفعل غارات إسرائيلية استهدفت مطار صنعاء الدولي، ما أدى إلى توقف حركتها في المطار بشكل كامل.
وتسبب توقف مطار صنعاء في تعميق معاناة العديد من اليمنيين الراغبين بالسفر، بينهم مرضى.
دمار الطائرات
وفي نهاية مايو/أيار، أفادت جماعة الحوثي بأن العدوان الإسرائيلي دمّر 8 طائرات مدنية منذ بدء عدوانه على اليمن في يوليو/تموز 2024.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي بصنعاء عقده خالد الشايف، مدير مطار صنعاء الدولي الخاضع لسيطرة الحوثيين، وفقًا لوكالة الأنباء "سبأ" بنسختها التابعة للجماعة.
وقال الشايف إن "الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مطار صنعاء في 28 مايو كانت متعمدة وممنهجة بهدف شل حركة الملاحة الجوية بشكل كامل، وعزل الشعب اليمني عن العالم".
وعن تفاصيل استهداف المطار، أوضح الشايف أن "الغارة الأولى وقعت قرب مدرج الإقلاع والهبوط، تلتها ثلاث غارات استهدفت ساحة الطيران ومؤخرة الطائرة الأخيرة العاملة في المطار والتابعة للخطوط الجوية اليمنية، قبل أن تُقصف الطائرة بشكل مباشر بعدة غارات أدت إلى تدميرها بالكامل".
وأضاف أن "الطائرة اليمنية المستهدفة وصلت قبل يوم من العاصمة الأردنية عمّان، وكان على متنها 150 راكبًا، وكان من المقرر أن تنقل في اليوم ذاته نحو 300 حاج إلى الأراضي المقدسة ضمن رحلتين تم ترتيبهما ضمن جدولة الرحلات".
من جانبه، قال رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، في 30 مايو/أيار 2025، إن جماعة الحوثي هددت باستهداف المطارات الواقعة في مناطق الحكومة اليمنية، إذا لم تتم إعادة الطائرة الرابعة من طائرات اليمنية (التي دمرتها إسرائيل).
وذكر العليمي، في حوار مع قناة "روسيا اليوم"، أن جماعة الحوثي أصرت على عودة الطائرة من عمَّان إلى صنعاء، وأرسلت إنذارًا عبر وسطاء مفاده: "إذا لم تسمحوا للطائرة بالعودة إلى صنعاء، فسنقوم بقصف مطار عدن والمطارات الأخرى في حضرموت وشبوة والمخا ومناطق أخرى".
وأشار رئيس مجلس القيادة إلى أنهم اضطروا إلى السماح للطائرة بالعودة إلى صنعاء لتجنّب مزيد من الدمار والتصعيد العسكري، لتأتي الغارات الإسرائيلية بعد ذلك بيومين وتقوم بتدميرها.
صراعات سياسية على الإيرادات
أدت التجاذبات والصراعات السياسية بين الحكومة والحوثيين إلى خلق مشكلات كبيرة للخطوط الجوية اليمنية وسط نزاع مستمر حول إيرادات الشركة.
وسبق أن تسببت هذه الخلافات في احتجاز عدد من الطائرات في مطار صنعاء من قبل الحوثيين، قبل أن تتعرض لاحقًا للتدمير في الغارات الإسرائيلية.
ولعل أحدث مظاهر هذه الصراعات، منع التذاكر الصادرة من صنعاء قبل توقف المطار بفعل الغارات الإسرائيلية، ما أدى إلى إجبار المسافرين على دفع مبالغ مالية جديدة لتذاكر عودة تم إصدارها من عدن.
وجاء هذا المنع من قبل إدارة الخطوط الجوية اليمنية في عدن، بدعوى أن التذاكر السابقة صادرة من صنعاء، في مؤشر واضح على حجم الخلافات التي يدفع ثمنها المواطن.
مناشدة لإنقاذ الشركة
وفي تطور لافت يعكس خطورة الوضع الذي تمر به الخطوط الجوية الوطنية، أطلقت نقابة موظفي الشركة نداءً عاجلًا يوم أمس الخميس لإنقاذها، محذّرة من أن استمرار التدخلات والصراعات السياسية يهدد بقاء "اليمنية" كمؤسسة سيادية وناقل وطني يخدم ملايين اليمنيين داخل البلاد وخارجها.
وفي بيان أصدره رئيس النقابة، هاني محمد القرشي، عبّر عن بالغ القلق من التدهور الحاصل في أوضاع الشركة منذ مارس 2023، نتيجة ما وصفه بـ"الصراعات غير المسؤولة والتدخلات السياسية التي تقوّض وحدة الشركة وتهدّد خدماتها الحيوية". وقال إن هذا التدهور ينعكس بشكل مباشر على حياة المواطنين، لا سيما في ظل الأوضاع الإنسانية والمعيشية الصعبة.
وأكد البيان أن "اليمنية" ليست مجرد شركة خدمية، بل هي "رمز وطني وسيادي وواجهة للدولة اليمنية في المحافل الدولية"، محذّرًا من أن أي انقسام إداري أو فني أو مالي داخلها سيؤدي إلى شلل تام في عملياتها.
وأشار القرشي إلى أن محاولات عديدة جرت خلال الأشهر الماضية لرأب الصدع وإنهاء الخلافات عبر مبادرات وحلول، غير أن طرفًا – لم يسمّه – أصرّ على تعقيد الوضع لأهداف شخصية ضيقة، ما تسبب في تعميق الانقسام وتهديد وحدة الموظفين وتدمير الأسطول الجوي.
ودعت النقابة إلى وقفة جادة من الجهات المعنية للضغط من أجل إعادة توحيد الإدارة، ومحاسبة المتسببين في حالة الانقسام، مع ضرورة تشكيل لجنة تحقيق محايدة للنظر في الملابسات وتقديم توصيات تضمن عدم تكرار الأزمة.
واختتم البيان بالدعوة إلى "التضامن الشعبي والرسمي مع هذه المهمة الوطنية"، مؤكدًا أن الحفاظ على الخطوط الجوية اليمنية واجب وطني يجب أن يسمو فوق كل الانتماءات السياسية والمناطقية. وأضاف: "اليمنية ملكٌ لكل اليمنيين ويجب أن تبقى كذلك".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
تفاصيل مؤلمة عن ضحايا نقيل سمارة ..والامر الذي طلبه الركاب من السائق قبل الحادثة
الكشف عن تفاصيل جديد بشأن احتجاز وزير خارجية الحوثيين بعدن: يتلقى اتصالات من سفارات أجنبية و4 جهات ت
أصدر البنك المركزي الخاضع لسيطرة مليشيات الحوثي، بصنعاء، إعلاناً رسمياً عن إطلاق عملة معدنية جديد
وجه البنك المركزي اليمني في مدينة عدن المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد (جنوبي اليمن)، السبت 12 يوليو/ تمو
أعلن البنك المركزي اليمني في العاصمة عدن، قبل قليل، عن اعتزامه إصدار بيان هام خلال الساعات القادمة،
عدن – كشفت مصادر سياسية عن تحركات يقودها رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد العليمي، تهدف إلى إ
في تطور لافت يُعد ضربة موجعة لمليشيا الحوثي الإرهابية، كشفت مصادر مطلعة عن انشقاق أحد أبرز القياد