تعرض الناشط الحقوقي والإعلامي المعروف أحمد سعيد الوافي للاعتقال من قبل البحث الجنائي في العاصمة عدن، وذلك للمرة الثانية خلال فترة قصيرة، في ظرف أثار استغراب واستهجان عدد من النشطاء والمهتمين بالشأن الحقوقي والإعلامي.

وبحسب مصادر خاصة مطلعة، فإن اعتقال الوافي جاء أثناء قيامه بمتابعة قضية نصب واحتيال تعرّض لها أحد أقاربه من قبل منظمة غير حكومية تُعرف باسم "مرايا المستقبل"، والتي تعمل في مجال الدعم المالي والاقتصادي تحت مسمى تنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

وأكدت المصادر أن المنظمة المذكورة ثبت تورطها في سلسلة معاملات مالية مشبوهة طالت عددًا من التجار وأصحاب المشاريع الصغيرة، حيث تم جمع مبالغ مالية كبيرة منهم دون تقديم أي ضمانات قانونية أو توفير التمويل الموعود، وهو ما اعتبره المتضررون دليلًا واضحًا على عمليات نصب منظمة.

وأشارت المعلومات إلى وجود محاضر رسمية وتقارير مقدمة إلى الجهات الأمنية ذات العلاقة، إضافة إلى التزامات أمنية موقعة من قبل قيادات بارزة في المنظمة، إلا أن الاعتقال طال الناشط الوافي بدلًا من التحقيق مع المسؤولين عن هذه العمليات المشكوك فيها.

ويُنظر إلى هذا الاعتقال باعتباره تصعيدًا ضد دور الوافي الرقابي والتحقيقي، الذي اعتاد من خلال منصاته الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي تسليط الضوء على قضايا الفساد والاستيلاء على المال العام، كما كان قد اعتقل سابقًا على خلفية تحقيقات صحافية كشف من خلالها عن فساد مالي في جهة حكومية.

وتزايدت في الآونة الأخيرة حالات الانتقاد التي تطال بعض المؤسسات والأفراد الذين تستغل اسم العمل الإنساني أو الاقتصادي لتحقيق مكاسب مالية غير مشروعة، وهو ما يثير القلق حول غياب الرقابة وتفشي الفوضى في عمل المنظمات غير الربحية.

فيما طالب نشطاء وحقوقيون بالإفراج الفوري عن الوافي، مؤكدين أن اعتقاله يُعد تجاوزًا قانونيًا وتعديًا على حقه في التعبير والتقصي عن الحقائق، داعين الجهات المعنية إلى فتح تحقيق شامل في ملف المنظمة وملابسات الاعتقال.