كشفت مصادر إعلامية وحقوقية عن قيام مليشيا الحوثي الإرهابية بإغلاق مخارج ومداخل العاصمة المحتلة، ومنع عدد كبير من قياداتها السياسية والعسكرية والقبلية، إضافة إلى رجال أعمال مقربين، من مغادرتها، وسط حالة استنفار غير مسبوقة وقلق متصاعد من تطورات عسكرية وشيكة قد تُفقد الجماعة سيطرتها على معقلها الرئيسي.

وقال الناشط الإعلامي إبراهيم عسقين في منشور له إن "الحوثيين أغلقوا العاصمة المحتلة صنعاء، ويمنعون عددًا من القيادات العسكرية والسياسية والقبلية، إلى جانب رجال أعمال، من الخروج منها، في ظل قلق من تطورات قادمة خارج إطار سيطرتهم"، معتبرًا أن الجماعة تعيش حالة من الارتباك الأمني والسياسي.

ويأتي هذا التوتر بالتزامن مع محاولات هروب متكررة لقيادات بارزة في صفوف الجماعة، كان آخرها محاولة هشام شرف عبدالله، وزير خارجية حكومة الحوثيين غير المعترف بها، مغادرة اليمن إلى إثيوبيا عبر مطار عدن، مستخدمًا جوازًا دبلوماسيًا حوثيًا وجواز سفر فرنسي. وتم توقيفه من قبل الأمن ظهر الأربعاء.

وسبق ذلك بيوم واحد، ضبط محمد أحمد الزايدي، أحد كبار قادة الجماعة في منفذ صرفيت بمحافظة المهرة، أثناء محاولته التسلل إلى سلطنة عُمان، في واقعة أثارت صدمة في صفوف الحوثيين.

واعتبر الصحفي خالد العلواني أن هذه الحوادث تعكس تصدعًا داخليًا في جسد الجماعة، وأن "شهر العسل الحوثي انتهى"، مشيرًا إلى أن كل من تتاح له الفرصة الآن للهروب لن يتردد، لأن "المشروع الحوثي ينهار".

من جانبه، قال مستشار رئاسة الجمهورية الدكتور ثابت الأحمدي، إن "حالة من الهلع تسود أتباع الحوثي، والذين يبحثون عن أقرب مخرج طوارئ للهروب من سفينة تغرق"، مؤكدًا أن اعتقال المجرمين مسؤولية الدولة لحماية المواطنين من بطشهم.

أما الصحفي رماح الجُبري، فأكد أن "حالة الانهيار بلغت ذروتها"، وأن اعتقال هشام شرف والزايدي ليس إلا مقدمة لسقوط قادة آخرين سيحاولون النجاة من قادم الأيام، متوقعًا تكرار مشاهد الهروب كلما اقتربت ساعة الحقيقة.

تزامنت هذه التطورات مع تصاعد المخاوف داخل الجماعة من ضربات أمريكية وإسرائيلية محتملة، على خلفية الهجمات الحوثية الأخيرة على السفن التجارية في البحر الأحمر، والتي أدت إلى مقتل بحارة وغرق سفن شحن، في تصعيد خطير استجلب ردود فعل دولية صارمة.

ويرى مراقبون أن منع قيادات الجماعة من مغادرة صنعاء هو محاولة داخلية لمنع انهيار هرمي من الداخل، بعد أن بدأ عدد من المسؤولين الحوثيين، وحتى من داخل الدائرة الضيقة، يشعرون أن مشروع الجماعة وصل إلى حافة الهاوية، وأن أيامه باتت معدودة في ظل تصاعد الغضب الشعبي، وتزايد الضغوط الإقليمية والدولية.