تُوفي اليوم الثلاثاء المخترع اليمني البارز المهندس محمد علي العفيفي عن عمر ناهز 77 عامًا، بعد مسيرة علمية حافلة امتدت لأكثر من خمسة عقود، قدم خلالها عشرات الابتكارات التي أسهمت في تطوير مجالات الإلكترونيات والبث التلفزيوني في اليمن والعالم العربي.

وُلد العفيفي في مدينة تعز عام 1947، وبرز منذ شبابه كعقلٍ مُبتكر، حيث بدأ رحلته مع الاختراع في سبعينيات القرن الماضي، وكان من أوائل من ساهموا في تأسيس البنية التقنية للإعلام اليمني.

ويُعد العفيفي أحد أبرز المساهمين في إنشاء قناة اليمن عام 1975، حيث صمم العديد من الأنظمة التقنية التي ساعدت في انطلاق البث التلفزيوني. ومن أبرز اختراعاته جهاز “الأوتوكيو” لقراءة النشرات الإخبارية تلقائيًا، والذي استُخدم في عدد من المحطات العربية، بالإضافة إلى تطويره أنظمة بثٍ متطورة واجهت تحديات نقص المعدات آنذاك.

وترك العفيفي إرثًا من الابتكارات تجاوزت 30 اختراعًا، شملت مجالات الكهرومغناطيسية وهندسة الاستوديوهات، وحصل على عدة براءات اختراع في أجهزة الاتصالات والإلكترونيات. كما ساهم في تدريب أجيال من المهندسين اليمنيين، وظل حتى سنواته الأخيرة يعمل على مشاريع بحثية رغم شح الدعم المؤسسي.

وعُرف العفيفي بعزيمته الفريدة، حيث واصل البحث والابتكار في ظل ظروفٍ صعبة، مما جعل رحيله خسارةً للعلم والوطن. وقال أحد مقربيه: “كان يؤمن بأن العقل اليمني قادرٌ على الإبداع رغم كل التحديات، وكان نموذجًا للعالم الذي يعمل بصمتٍ من أجل المعرفة”.

وتنعى الأوساط العلمية والثقافية في اليمن العفيفي، الذي رحل تاركًا إرثًا يُذكر به كواحدٍ من أبرز المخترعين اليمنيين الذين صنعوا التاريخ بعيدًا عن الأضواء.