تفاصيل الخبر | اهم الاخبار
‏وثيقة العهد والاتفاق… حين وقّع الجنوب على آخر أوهامه
81 قراءة  |

‏في تاريخ الأمم، هناك لحظات لا تُنسى… لا لأنها جسدت الأمل، بل لأنها كشفت الزيف.

‏لحظة التوقيع على وثيقة العهد والاتفاق في عمّان عام 1994، كانت واحدة من تلك اللحظات. يومها، امتدت يد الجنوب لتكتب ما ظنّته “فرصة أخيرة للإنقاذ”، بينما كانت يد الشمال تخفي خلف ظهرها خنجر الغدر… وتستعد للحرب.

‏وهو درس للأجيال… لا تُراهن على شراكة لا تعترف بك ، نقولها والألم يعتصر قلوبنا للجيل الجنوبي الجديد… يا من وُلدتم بعد حرب 1994 أو في ظل “وحدة القوة والسلاح”… لستم بحاجة إلى من يلقّنكم الكراهية، ولكنكم بحاجة إلى الحقيقة. الحقيقة تقول: إن الجنوب لم يفشل في الشراكة، بل خُدع بها. والحرب لم تكن انفجار أزمة، بل نتيجة قرار سياسي مسبق لإسقاط شريك اسمه الجنوب.

‏وثيقة العهد والاتفاق لم تكن مجرد بنود موزعة بين الأمن والاقتصاد والحكم المحلي، بل كانت اعترافًا ضمنيًا من النظام في صنعاء بأن مشروع الوحدة قد دخل غرفة الإنعاش، وأن الاستمرار في إقصاء الجنوب يعني الانفجار.

‏لكن، ما إن وُقّعت الوثيقة حتى بدأ التلكؤ، التسويف، والالتفاف. لم يُنسحب جندي شمالي من المدن الجنوبية. لم تُدمج المؤسسات. لم تُلغ المليشيات.تجهزت معسكراتهم .وانتشر الأفغان العرب بجبال وأودية الجنوب . ولم يُنفذ أي بند يُعيد للجنوب مكانته كشريك.

‏الشمال لم يوقّع على شراكة… بل على هدنة خداع ،لقد استخدمت صنعاء الوثيقة كغطاء سياسي لتأجيل المواجهة، بينما كانت تُعدّ لساعة الصفر. في الوقت الذي كان الجنوبيون يتداولون في اللجان السياسية والفنية كيفية تطبيق الاتفاق، كانت القوات الشمالية تحشد وتناور وتفتح معسكرات جديدة.لم يكن هذا فشلًا إداريًا. كان خيارًا استراتيجيًا.

‏يجب علينا أن تعلم دروس فالتاريخ لا يكتب بالحبر فقط… بل بالدم ما حدث بعد ذلك يعرفه الجميع، حرب اجتياح لا حرب شراكة حتى البسوها لباس الدين اسموها بحرب "الردة والانفصال، إسقاط الجنوب، ونهب مؤسساته، وتكريس احتلال سياسي واقتصادي نُفّذ باسم “الوحدة”، ورُوّج له بلسان “السيادة”.

‏ومثلما فشلت وثيقة العهد والاتفاق، فشلت من بعدها كل المبادرات التي حاولت ترقيع وحدة ميتة. ومثلما أُحرقت تلك الوثيقة، أُحرقت لاحقًا وعود “الحوار الوطني” و”المبادرة الخليجية” و”مسودة الدستور” ولاحقاً حكومات الكفاءة والمناصفة وختامها مجلس القيادة الرئاسي.

‏الخلل ليس في النصوص… بل في النوايا.

‏الجنوب اليوم ليس تكرارًا لأمس 1994

‏رسالتنا اليوم واضحة:

‏من لم يتعلم من تاريخ الوثيقة، سيُلدغ من جديد.

‏كل من يُسوّق اليوم لوحدة جديدة، أو شراكة مع نظام وشعب لم ولن يتغيّر جوهره، يُعيدنا إلى مربّع الوهم.

‏الشراكة لا تُبنى على الغلبة، ولا الوحدة تُفرض بالدبابة. الجنوب ليس مشروع انفصال… بل مشروع استعادة. استعادة سيادة، وهوية، وكرامة، وشراكة حقيقية مع الإقليم والعالم، لا مع من يراه “تابعًا” أو “سوقًا” أو “جغرافيا غنيمة”.

‏ونقولها للأجيال القادمة

‏لا تدعوا أحدًا يبيعكم نسخة جديدة من وثيقة العهد والاتفاق.

‏فقد وقّعناها من قبل، ودفعنا الثمن المً وقهرًا ودمًا ودموعًا.

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك
جهينة يمن | 585 قراءة 

اعلان مفاجئ يباغت طارق عفاش


جهينة يمن | 480 قراءة 

ساعات على قرار فصل السفير احمد علي عبدالله صالح


جهينة يمن | 341 قراءة 

حكومة الحوثيين تطلق نكتة! (تفاصيل)


المرصد برس | 281 قراءة 

في واقعة أمنية نادرة تُعدّ من بين الأحداث الاستثنائية في العاصمة المؤقتة عدن، شهد فرع مصلحة الهجرة و


المرصد برس | 271 قراءة 

أعلنت وزارة الداخلية السعودية عن اتخاذ إجراءات صارمة بحق أكثر من 47 ألف وافد من الجنسية اليمنية والإ


جهينة يمن | 267 قراءة 

عاجل:السيول تجرف المذيع عبداللطيف الزيلعي(صورة)


عدن تايم | 266 قراءة 

يرى خبراء ومحللون، أن الهجمات النوعية المتبادلة بين الحوثيين وإسرائيل مؤخرا، تفتح الباب على مرحلة جد


نيوز لاين | 262 قراءة 

تحذير عاجل للمواطنين خلال ال72 ساعة القادمة وخاصة المتواجدين في هذه الأماكن


نيوز لاين | 228 قراءة 

رسمياً: 300 ريال فقط لتأشيرة الزيارة العائلية في السعودية.. وإجراءات إلكترونية كاملة تنهي معاناة الم


نيوز لاين | 200 قراءة 

قبل دخوله غرفة العمليات.. فتحي بن لزرق يكتب شهادة للتاريخ