المعاناة القاسية، والظروف القاهرة التي يمر بها الغالبية الساحقة من أبناء الشعب اليمني في جنوبه وشماله، لا يمكن لأي شعب على وجه الأرض أن يتحملها، وما يزيد قهر اليمنيين ويضاعف آلامهم ومعاناتهم هو ان لا احد يلتفت لهذه الويلات والكوارث، واليمنيين شعب بسيط ومطالبهم ليست مستحيلة التحقيق، فكل ما يتمتونه ويحلمون به هو توفير أدنى متطلبات الحياة الضروية مثل الكهرباء والمياه والرواتب.

ناشطة كويتية عظيمة الأخلاق وشجاعة، أطلقت صرخة مدوية وأدلت بشهادة إنسانية صادمة هزّت ضمائر العالم، فالناشطة الكويتية البارزة والتي تعمل في المجال الإغاثي "معالي العسعوسي" اطلقت صرخة مدوية حول حجم الكارثة الإنسانية في اليمن، مؤكدة أن الجوع بات يفتك باليمنيين في ظل صمت دولي مخزٍ وتراجع غير مسبوق في حجم المساعدات، وكشفت بكل صراحة ووضوح وبدون أي رتوش، بأن العالم لا يلتفت إلى اليمن ولا لليمنيين وقالت "اليمنيين يموتون من الجوع بينما العالم مشغول بقضاياه الأخرى".

"العسعوسي" تحدثت بمرارة وألم وأكدت ان الأزمة تجاوزت حدود المعقول، وهي بنفسها شاهدت امور مروعة شاهدنها سببت لها صدمة نفسية وقالت " هناك أطفال يتغذّون على علف الحيوانات وهناك أيضا عائلات كثيرة تضطر لأكل أوراق الأشجار حتى تتمكن من اسكات صرخات الجوع القاتلة" فهل هناك قسوة ومعاناة أشد من هذه؟

الناشطة الكويتية وجهت انتقادات لاذعة لحالة التجاهل العالمي المتعمد، مؤكدة أن اليمن يذبح ببطء في ظل صراع طويل، وتراجع الدعم الدولي، وانصراف الأنظار نحو أزمات أخرى، بينما تعاني البلاد من كارثة إنسانية شاملة تمتد من شمالها إلى جنوبها، وأكدت حاجة اليمن واليمنيين لتحرك دولي حقيقي يقود ملف السلام، ويضع حدًا لمعاناة شعب يعاني بصمت منذ سنوات، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

ختاما أقول لأختنا الفاضلة والشجاعة " معالي العسعوسي" بورك فيك ايتها الكويتية الشجاعة، ووالله انك تستحقين قبلة على الرأس من كل مواطن يمني، وأن يضعك كل يمني وسام على صدره لشجاعتك وحرقتك على أبناء اليمن شمالا وجنوبا، وليس بغريب أن يصدر هذا الكلام من شابة كويتية تشعر وتحس بما يعانيه الشعب اليمني، فالكويت حكومة وشعبا كانت ولا تزال تقف إلى جانب اليمن في كل المحن والظروف التي يمرون بها، وأهمس في أذنها ان الفرج قادم، فالمولى سبحانه وتعالى يقول ( فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ) هذا وعد رباني بالفرج، فلا بد ان ينفلج الصباح بعد ليل طويل مظلم، ورسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام، كان يجلس بجانب جحر فقال" لو جاء العسر حتى يدخل هذا الجحر لجاء اليسر حتى يخرجه" صدق رسول الله.