أكدت المصادر المحلية في العاصمة عدن، أن الأحمال الكهربائية المترتبة على الشبكة العامة في المدينة وصلت خلال اليومين الماضيين إلى ما يقارب 700 ميجاواط، وهو رقم مرتفع نسبيًا، لكن التساؤل الذي يطرح نفسه بقوة هو: هل تحتاج عدن فعلاً إلى هذه القدرة من الأحمال لتغطية احتياجاتها اليومية من الطاقة الكهربائية؟

الجواب، وفقاً للتقديرات الفنية والدراسات المتعلقة بالاستهلاك الطبيعي، هو

"لا"

.

ففي الواقع، لا تتجاوز الحاجة الفعلية لمحافظة عدن من الطاقة الكهربائية حاجز الـ

550 ميجاواط

في ظل الاستخدام الطبيعي والمنتظم، أما الزيادة المسجلة التي تصل إلى 700 ميجاواط، فهي ليست دليلاً على ارتفاع استهلاكي دائم، بل هي نتيجة لضغط كبير يحدث أثناء فترات التشغيل القصيرة بعد انقطاع طويل للتيار الكهربائي.

كيف يحدث هذا الارتفاع المؤقت في الأحمال؟

عندما تعود الكهرباء إلى الأحياء بعد انقطاع استمر ساعات طويلة، يعمد السكان فوراً إلى تشغيل كل الأجهزة الكهربائية لديهم في آن واحد، كمحاولة لتعويض الوقت الضائع واستغلال الفترة القصيرة المتاحة قبل العودة إلى الانقطاع مرة أخرى. ومن هنا تبدأ "الموجة الاستهلاكية" التي ترفع الحمل بشكل حاد ومفاجئ.

في تلك اللحظات، تتحول الأحياء السكنية إلى ما يشبه "ورش العمل":

تبدأ النساء بالطبخ والتنظيف والغسيل والكي.

يُعاد تشغيل المكيفات الهوائية بكل طاقتها لتعويض حرارة الساعات السابقة.

تعمل الدينمات (المضخات) الخاصة بسحب المياه بكثافة لتعبئة الخزانات.

ويحاول كل بيت إنهاء أكبر قدر ممكن من الأعمال المنزلية والتشغيلية قبل أن تنقطع الكهرباء مجددًا.

كل هذا يؤدي إلى ارتفاع حاد في الأحمال، يصل في بعض المناطق إلى ثلاثة أضعاف معدل الاستهلاك الطبيعي.

الحل يكمن في تنظيم برنامج التوزيع:

يرى خبراء الطاقة أن السبيل الحقيقي لتخفيض هذه الأحمال الذروية وتوفير استقرار جزئي في الشبكة، هو إتباع برنامج متوازن ومنتظم في توزيع الكهرباء، بحيث تكون فترات القطع والأداء متقاربة ومحددة.