أفاد مواطنون في محافظة عدن بانتشار مرض الحصبة بين أطفالهم، وسط تحذيرات من تفاقم الأوضاع الصحية بسبب نقص الإمكانيات الطبية والعلاجية في المستشفيات.

وأكد عدد من الأهالي أن المرض بدأ يفتك بالعديد من الأطفال في مختلف أحياء المدينة، فيما يواجه مستشفى الصداقة – قسم الأطفال – صعوبات كبيرة في استيعاب الحالات الوافدة، خاصة مع تزايد أعداد المصابين القادمين ليس فقط من عدن، بل أيضًا من محافظة أبين المجاورة.

نقص الإمكانيات يعيق الاستجابة

كشف مصدر طبي في مستشفى الصداقة عن استقبال القسم عشرات الحالات المصابة بالحصبة خلال الأيام الماضية، مشيرًا إلى أن المستشفى يعاني من شحّ الأدوية والمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى نقص الكوادر الصحية المؤهلة للتعامل مع التفشي المرضي.

وأضاف المصدر: "الوضع مأساوي، والأسر تعاني بسبب عدم توفر اللقاحات والعلاجات المناسبة، مما يزيد من خطر تعرض الأطفال لمضاعفات خطيرة قد تصل إلى الوفاة في بعض الحالات."

نداءات عاجلة للتدخل

طالب أهالي الأطفال المصابين السلطات الصحية والمنظمات الإنسانية العاملة في اليمن بالتحرك العاجل لاحتواء الوباء، وتوفير اللقاحات والأدوية الضرورية، بالإضافة إلى دعم المستشفيات بالأجهزة والمعدات اللازمة.

يأتي تفشي الحصبة في عدن في ظل تدهور القطاع الصحي باليمن بعد سنوات من الحرب، حيث تعاني العديد من المرافق الصحية من انهيار البنية التحتية وعدم توفر أبسط الخدمات، مما يجعل الأطفال والفئات الأكثر ضعفًا عرضة للأمراض والأوبئة.

تحذيرات من توسع رقعة الوباء

حذرت مصادر طبية من توسع رقعة الإصابات في حال عدم اتخاذ إجراءات سريعة، خاصة مع وجود تقارير عن حالات مشابهة في محافظات مجاورة، مما يستدعي تدخلًا عاجلًا لمنع تحول المرض إلى وباء واسع النطاق.

وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن الحصبة من الأمراض شديدة العدوى، خاصة بين الأطفال غير المطعمين، وقد تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة مثل الالتهاب الرئوي والتهاب الدماغ، خاصة في المناطق التي تعاني من ضعف النظام الصحي.