أثار تسجيل صوتي جديد للشيخ صالح حنتوس، أحد مشايخ محافظة ريمة، صدمة واسعة في أوساط اليمنيين بعد أن وثّق اللحظات الأخيرة التي سبقت مقتله برصاص مليشيا الحوثي داخل منزله، عقب محاولات حوثية فاشلة لاستدراجه خارج منزله.

التسجيل الذي انتشر على نطاق واسع تضمن مرافعة واضحة من الشيخ حنتوس، حيث طالب المليشيا باحترام الإجراءات القانونية، مؤكدًا أنه لا يمانع المثول أمام النيابة العامة وتوكيل محامٍ للدفاع عنه، لكنه رفض بشكل قاطع الاستسلام خارج الأطر الرسمية، مؤكدًا أن منزله ليس مكانًا لتصفية الحسابات أو اقتحامه دون مسوغ قانوني.

في المكالمة، التي يُرجّح أن أحد أطرافها هو الشيخ القبلي الحوثي فارس روبع، هدد الأخير بقصف المنزل إن لم يسلم حنتوس نفسه، وهو ما قوبل برفض قاطع من الشيخ الذي قال: "أنا داخل بيتي، اللي عنده حاجة معي يستدعيني من النيابة، وإذا اقتحمتم بيتي في هذا الشهر الحرام، سأعمل جهدي، وسأخاصمكم أمام الله، وإن شاء الله أنا اليوم شهيد."

كما أشار الشيخ حنتوس إلى أن منزله سبق أن استضاف مسؤولين حوثيين بارزين، بينهم محافظ ريمة المعيّن من الجماعة فارس الحباري، منتقدًا ما اعتبره خذلان من مشايخ في المحافظة والمنطقة، الذين تركوه يواجه مصيره وحده، قائلاً: "فلتوا لي أصحابي، اليوم عندي وبكرة عندهم."

التسجيل أثار موجة ردود فعل واسعة، واعتبره ناشطون وصحفيون وثيقة دامغة تكشف طبيعة تعامل الحوثيين مع خصومهم حتى في ظل طلب المثول الطوعي أمام القضاء التابع للجماعة نفسها.

السياسي كامل الخوداني في منشور رصده "المشهد اليمني"، وصف المشهد بالجملة الموجعة قائلًا: "أكثر جملة موجعة قالها حنتوس بالفيديو الأخير قبل استشهاده: (فلتوا لي أصحابي، اليوم عندي، بكرة عندهم، أنا بلغت كل المشايخ، أنا داخل بيتي، من عندي له حاجة يستدعيني من النيابة). تركوه وحيداً، يُقصف منزله وتُنتهك حرماته ويُسفك دمه وهم يتفرجون. لم يتدخل أحد منهم لمساندته بالموقف والكلمة وحماية أطفاله. هذه الجملة تشرح مكامن الخلل."

وأضاف الخوداني: "لو اليمنيين ساندوا بعضهم وحموا بعضهم ووقفوا مع بعضهم، ليس بالضرورة بالبندقية، بل بالموقف والكلمة وداعي الشرف، ما وصلت هذه المليشيا لهذا المستوى من الإجرام. اليوم عندي وبكره عندهم. هو هذا."

من جانبه، علّق الإعلامي محمد الضبياني على التسجيل بقوله: "التسجيل الأخير حمل مرافعات قانونية وأخلاقية وإنسانية ضد إرهاب السلالة، وضيق الخناق على أكاذيب هذه العصابة."

الصحفي أحمد اليفرسي نشر تسجيل الشيخ وعلق: "آخر ما قاله الشيخ صالح حنتوس للحوثيين: يا الله. ما هذا الثبات والبطولة؟ #استمعوا آخر تسريبات تسجيل للشيخ #صالح_حنتوس وهو يحاور المعتدين من بيته، ويقول خذلوني أصحابي في إشارة إلى مشايخ ريمة الذين تواطؤوا ولم يقفوا موقف حق.. هنا حوار عظيم يدحض كل دعاوى كلاب الحوثي ومن شايعهم من مجرمي فلسطين. قال لهم الشيخ: معاكم دعوى.. عليكم بالنيابة، وأنا أوكل محامي.. ما عندي لكم شي، وإذا مصرين تقتحموا بيتي، فأنا شهيد إن شاء الله. أقام عليهم الحجة حيًا وميتًا، رحمه الله."

أما السياسي المقرب من الحوثيين، ياسر اليماني، فقال: "اسمعوا.. تسجيل يثبت أن الشيخ صالح حنتوس طالبهم بأوامر النيابة، وأنه مستعد للمثول أمام النيابة، وأنه سيرفع محاميًا للدفاع عنه، ولكن مدير أمن ريمة قرر مداهمة منزله وأسرته وقتله في وسط بيته وعائلته. وبذلك تسقط كل الأكاذيب والتضليل."

وتابع اليماني: "اليوم مطلوب محاكمة المجرمين: مدير أمن ريمة الذي قتل الرجل في منزله، ومعه المتهم الآخر الذي وجه الحملة، خمسين طقمًا لمداهمة منزل رجل مسن وقتله داخله دون أي تهمة جنائية."