كشفت مصادر خاصة بصنعاء عن دوافع أمنية تقف خلف القرار المفاجئ الذي أصدرته جماعة الحوثي في صنعاء، والقاضي بمنع المواطنين من تناول القات خلال ساعات منتصف الليل، وسط تزايد علامات الاستفهام حول توقيت القرار ومغزاه الحقيقي.

وبحسب المعلومات، التي حصل عليها "يني يمن" من مصادر في صنعاء فإن القرار يأتي في إطار خطة تهدف إلى إفراغ الشوارع والميادين العامة من التجمعات الليلية، في محاولة لمنع رصد أو تصوير أي تحركات عسكرية قد تقوم بها الجماعة في المرحلة القادمة، خاصة وأن المواطنين اعتادوا على التخزين حتى الفجر فوق السيارات وفي الأماكن العامة، مثل جولة السبعين والعشاش وعصر وتبة سهيل والخمسين، بينما يستخدمون هواتفهم المحمولة في التوثيق والنشر.

وأكدت المصادر أن الجماعة تخشى من تسريب معلومات عن تحركاتها العسكرية، سواء بين المحافظات أو داخل العاصمة، خصوصاً مع احتمالات قيام إسرائيل بشن ضربات محددة، على غرار ما تردد عن موجة استهدافات سابقة اضطرت خلالها قيادات حوثية إلى مغادرة منازلها والتنقل عبر سيارات أجرة ودينات وشاحنات مموهة.

وفي السياق ذاته، ربطت المصادر بين هذا القرار وقرارات سابقة اتخذتها الجماعة، من بينها إلغاء عدد كبير من النقاط الأمنية على الطرقات الواصلة بين صنعاء وعدد من المحافظات، كتعز والبيضاء وعمران وصعدة والجوف، فضلاً عن إزالة العديد من المطبات الاصطناعية، والاكتفاء بنقاط التفتيش القديمة التي كانت معتمدة في فترات سابقة.

ويرجّح مراقبون أن هذه الإجراءات تهدف إلى تسهيل حركة القيادات أو قوافل التسليح والتنقلات دون لفت الانتباه أو إجبارهم على تقديم هوياتهم في النقاط المستحدثة، ما قد يعرّضهم للكشف أو البلاغ عنهم من قبل أفراد غير موالين.

ويُنظر إلى هذا القرار كجزء من سياسة أمنية أوسع، تتخذها الجماعة بشكل تصاعدي في ظل التحولات الإقليمية والمخاوف من اختراقات استخباراتية قد تؤدي إلى استهداف مباشر لقياداتها أو مواقعها الاستراتيجية.