نهبت مليشيا الحوثي، اليوم الأربعاء، منزل الشيخ صالح أحمد حنتوس، معلم القرآن الذي قُتل في هجوم واسع شنّته الجماعة على منزله ومسجده في قرية البيضاء بمديرية السلفية بمحافظة ريمة، مستخدمة أسلحة ثقيلة ومتوسطة، ضمن حملة عسكرية شارك فيها أكثر من 200 طقم مسلح.

وبحسب مصادر محلية، اقتحم المسلحون الحوثيون المنزل المقصوف، بعد اغتيال الشيخ حنتوس داخله، واستولوا على جميع محتوياته، قبل أن يختطفوا عددًا من أقاربه. ونقل شهود عيان أن المنهوبات جرى تحميلها على متن أطقم عسكرية تابعة لقيادة الحملة.

الشيخ حنتوس، في العقد السابع من عمره، استشهد مساء الثلاثاء بعد مقاومة استمرت أكثر من 12 ساعة، رفض خلالها تسليم نفسه لقوات الحوثيين التي حاصرت منزله وقصفته. وأُصيبت زوجته بجروح خطيرة في القصف ذاته.

وخلال السنوات الماضية، واجه الشيخ سلسلة من المضايقات من قبل الجماعة الحوثية، التي أغلقت دار التحفيظ التابعة له، ومنعته من تدريس القرآن، وهددته بالاعتقال، غير أنه واصل تعليم القرآن الكريم ورفض مغادرة منطقته أو التخلي عن رسالته.

شهادات أبناء المنطقة أشارت إلى أن الشيخ أفنى حياته في تعليم كتاب الله والإصلاح بين الناس، وكان محل احترام واسع في مجتمعه المحلي. وقد اعتبر كثيرون اغتياله جريمة كاشفة لحجم التناقض بين ما ترفعه الجماعة من شعارات عن "نصرة المستضعفين" وما تمارسه فعليًا من قمع وتصفية ضد من يحفظون القرآن ويديرون بيوت الله.

وجاءت هذه الجريمة في وقت تُكثف فيه جماعة الحوثي خطابها التضامني مع قطاع غزة، بينما تستهدف في الداخل اليمني مشايخ العلم وأئمة المساجد، في تناقض أثار سخطًا واسعًا بين اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي.