تفاصيل الخبر | اهم الاخبار
بين صوت الكازمي في عدن وصمت حنتوس في ريمة : الإعلام يكتب الحقيقة والتضليل
146 قراءة  |

في حادثتين متقاربتين في الزمن، متباعدتين في الجغرافيا والنهج، تجلت الفروقات الجوهرية بين مشروعين متناقضين: أحدهما في عدن يسعى لبناء دولة تؤمن بالعدالة والمحاسبة، ونهج إعلامي يراقب ويُسائل؛ وآخر في ريمة يقوم على منطق البطش والتغوّل، تسود شريعة القوة على حساب القانون، وتُخنق فيه الأصوات، ويُخرس فيه الإعلام، ويُعامل المواطن كخصم لا كصاحب حق.

في الحادثة الأولى، يظهر الخطأ في عدن لكنه يُلاحق ويُصحح؛ من أعلى هرم السلطة وفي الثانية، ترتكب الجريمة، وتُطمر في الصمت والخوف.ووسط هذا التباين الصارخ، يكشف المشهد أيضًا عن إعلام انتقائي، يتغاضى عن دماء الأبرياء حين يسفك ويغض الطرف عن جرائم ظاهرة بينما يضخّم كل هفوة ويصنع منها عاصفة، لا بحثًا عن الحقيقة، بل في محاولة لتشويه مشروع الدولة ذاته.

الشيخ الكازمي والشيخ حنتوس اسمان تصدّرا المشهد الشعبي مؤخرًا، لكن الفارق في التعامل مع كل حالة كان صادمًا، وفضح المعايير المزدوجة في المواقف والتغطية الإعلامية.

حيث شهدت الأوساط الشعبية جدلًا واسعًا عقب قيام عناصر أمنية باعتقال الشيخ الكازمي، إمام وخطيب مسجد في المنصورة، دون مبرر قانوني واضح لكن اللافت أن التدخل جاء سريعًا، بتوجيهات رسمية عليا بما في ذالك فتح تحقيق عاجل ومحاسبة المتورطين دون رحمة أو شفاعة

وقد صرّح الشيخ الكازمي لاحقًا بأنه رأى المعتدين خلف القضبان، وعلى وقع ذالك وجّه محافظ عدن بتشديد الرقابة على أداء الأجهزة الأمنية ومنع أي تجاوزات مستقبلية وقد حظيت القضية بزخم إعلامي واسع، وتحوّلت إلى قضية رأي عام تابعها النشطاء والمنظمات الحقوقية باهتمام.

ورغم أن الاعتقال في ذاته كان خطأ مرفوضًا وتصرفًا متهورًا، إلا أن ما أعقبه كشف عن وجود نَفَس طويل وإرادة لتصحيح الأخطاء، من قبل القيادة السياسية وهو ما يعكس الفارق بين مؤسسات تخضع للمساءلة، ومليشيات لا تعرف سوى منطق السلاح.

في المقابل، كانت الكارثة أبشع في ريمة، حيث قُتل الشيخ صالح حنتوس ، الرجل الثمانيني، معلم القرآن والمصلح الاجتماعي المعروف، داخل منزله وأمام أسرته، برصاص مسلحين حوثيين، ثم أُحرق منزله بالكامل، وأُخفيت جثته

جريمة قتل الشيخ حنتوس لم تكن مجرد اغتيال جسدي، بل اغتيال أخلاقي ومجتمعي لرمز ديني واجتماعي كبير.

والمؤلم أن هذه الجريمة لم تحرك ساكنًا في الإعلام الموالي للحوثيين، ولم يصدر أي بيان أو رد فعل رسمي، وكأن شيئًا لم يكن. صمت تام، وتجاهل مطبق، وطمس متعمد للحقيقة.

بينما ضجّت مواقع التواصل بحادثة الشيخ الكازمي،وفي حادثة الشيخ حنتوش لا أحد يجرؤ على الحديث، ولا أحد يُسمح له حتى بالبكاء علنًا.هنا يكمن جوهر الفارق: بين مؤسسة تسعى لتكريس قيم العدالة، وإن أخطأت، وبين أخرى تمتهن القتل والقمع، بلا خوف من محاسبة أو رادع.

الحادثتان تكشفان حجم الهوة بين مشروع دولة تُبصر طريقها رغم العثرات، وأخرى لا ترى طريقها إلا بلغة الدم والنار "في عدن، نجا الكازمي، ورأى المعتدين يُحاسَبون، وفي ريمة، سقط حنتوس شهيدًا، ودُفن صوته في صمتٍ ثقيل "

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك
جهينة يمن | 583 قراءة 

ساعات على قرار فصل السفير احمد علي عبدالله صالح


حشد نت | 411 قراءة 

طارق صالح: الإرهاب الحوثي لن ينتهي إلا بتحرير العاصمة صنعاء


المرصد برس | 387 قراءة 

أعلنت وزارة الداخلية السعودية عن اتخاذ إجراءات صارمة بحق أكثر من 47 ألف وافد من الجنسية اليمنية والإ


جهينة يمن | 379 قراءة 

فتحي بن لزرق يكتب شهادة للتاريخ قبل دخوله غرفة العمليات


جهينة يمن | 339 قراءة 

عاجل:السيول تجرف المذيع عبداللطيف الزيلعي(صورة)


المرصد برس | 323 قراءة 

في واقعة أمنية نادرة تُعدّ من بين الأحداث الاستثنائية في العاصمة المؤقتة عدن، شهد فرع مصلحة الهجرة و


عدن تايم | 306 قراءة 

يرى خبراء ومحللون، أن الهجمات النوعية المتبادلة بين الحوثيين وإسرائيل مؤخرا، تفتح الباب على مرحلة جد


كريتر سكاي | 293 قراءة 

​أصدرت قيادة الحزام الأمني قرارًا بإقالة كل من قائد حزام الوضيع، محمد سمقه،


العاصفة نيوز | 284 قراءة 

أعترف حزب الإصلاح، جناح الاخوان المسلمين في اليمن، الخميس، باستلام مخصصات مالية من “الاعاشة”. يتزامن


المشهد اليمني | 271 قراءة 

أقرت الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام، فصل العميد أحمد علي عبدالله صالح من عضوية الحزب، وذلك ع