تفاصيل الخبر | اهم الاخبار
الشيخ الذي مات واقفاً .. وصرخات أُمهِ تحت الركام
192 قراءة  |

الشيخ الذي مات واقفاً .. وصرخات أُمهِ تحت الركام

قبل 5 دقيقة

في لحظات تختلط فيها الحقيقة بالرماد، ويتوارى الحق تحت أنقاض البيوت المفخخة، يولد المعنى الحقيقي للشهادة، وعلى طريقة الكبار استشهد الشيخ صالح حنتوس في مشهد يعكس أقصى درجات النبل، وأدنى درجات الانحطاط الإنساني، لم يمت رجلاً عادياً، بل ارتقى في منزله وهو يقف بشموخ التاريخ أمام رصاصات الغدر، حارساً لكرامة وطنه لا لكرامته الشخصية فقط

.

الشيخ حنتوس لم يكن فقط شيخ قبيلة، بل كان صوتاً عتيقاً من أصوات اليمن الجريح، ذلك اليمن الذي يرفض الركوع، ويعرف تماماً ما معنى أن تكون حراً ولو في وجه الموت، لم يكن يحمل بندقية الدولة، إنما حمل إرث الشرفاء، وسلاح الضمير الحي، حين أصبح الموت في سبيل الكرامة خياراً لا تراجع عنه.

المفارقة الصادمة أن من فجَّروا منزله لم يكتفوا بإراقة دمه ودماء من حوله، بل فعلوها وهم يرددون شعارات دينية، وكأن في القتل عبادة، وفي التخريب قربى إلى الله، تلك هي الطامة الكبرى، حين تصبح الطائفية ديناً، يصبح الإنسان وقوداً والوطن خراباً وتتحول البيوت إلى مقابر جماعية تتلوها التكبيرات.

أمه تلك العجوز التي أفنت عمرها وهي تُربي وتُعلم وتزرع القيم في قلوب أبنائها، صرخت من تحت الأنقاض، ليس لأن بيتها تدمر، بل لأنها رأت البلاد تُذبح، وسمعت صوت الموت يعلو فوق صوت الحياة، صرختها لم تجد صدى، لأن الصدى نفسه خائف من جدران الصمت التي تبنيها المليشيا بمدافعها وسجونها وفتاواها المسمومة.

المليشيا التي تحكم صنعاء اليوم ليست مجرد جماعة مسلحة، إنها مشروع موت مؤسس، طائفي النزعة، سادي في سلوكه، يعمل على تفكيك الهوية الوطنية وتحويل المواطن إلى تابع ذليل، هم لا يحكمون الناس، بل يحتقرونهم، ويخافون من كل صوت حر، ومن كل موقف نبيل، ولذا كان عليهم أن يُسكتوا صوت الشيخ حنتوس لأنه قال "لا" وواجه ودافع.

نحن لم نعرف الشيخ حنتوس من قبل، ربما لأنه لم يسعَ للشهرة أو لم يتصدر المشهد السياسي، لكننا عرفناه اليوم كما تُعرف الجبال بعد العاصفة، لا بصوتها، إنما بثباتها. عرفناه حين اختار أن يموت مرفوع الرأس في زمن الذل، عرفناه كما يُعرف الكبار بعد رحيلهم، ولهذا سيظل مقتله بهذه الطريقة عاراً يلاحق كل من خذله وتآمر عليه.

إن جريمة تفجير منزل الشيخ حنتوس ليست مجرد عمل انتقامي، بقدر ما هي رسالة تقول: لا نريد أحراراً بيننا، لكن الرسالة ارتدت على أصحابها، لأن الدماء التي سالت، كشفت الوجه الحقيقي لهذه الجماعة التي تُدمن الجريمة وتُدمن الكذب باسم الله.

ختاماً

يبدو أننا في حضرة مشهد يُعيد تعريف النضال، فالنضال ليس فقط في الخنادق، بل في أن تقول "لا" وأنت تعلم أن حياتك على المحك، الشيخ حنتوس قالها ومضى، لكن صوته لن يموت، لأن الأحرار لا يموتون حين يُقتلون، بل يبقون في وجدان التاريخ خالدون.

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك
بران برس | 623 قراءة 

أكد المتحدث الرسمي باسم حزب الإصلاح اليمني، فدنان العديني، الجمعة 8 أغسطس/آب 2025م، أن "تحويل


المنتصف نت | 621 قراءة 

في ظل التطورات المتسارعة إقليميًا ومحليًا، يبدو أن المشهد اليمني بدأ يدخل مرحلة جديدة قد تكون مفصلية


كريتر سكاي | 556 قراءة 

  صدر قرار تعيين جديد خاص بالعاصمة عدنهذا وصدر اليوم قرار بتعيين


نافذة اليمن | 430 قراءة 

كشف الصحفي والخبير الاقتصادي ماجد الداعري، في مداخلة تلفزيونية لبرنامج "المؤشر"، مساء اليوم الجمعة،


عدن تايم | 406 قراءة 

سجل الريال اليمني استقرار مقابل العملات الأجنبية، مساء اليوم الجمعة 8 أغسطس 2025م ، في أسواق الصرف ب


صوت العاصمة | 396 قراءة 

تقدم عدد من مالكي معارض بيع السيارات في العاصمة صنعاء بشكوى رسمية إلى الغرفة التجارية الصناعية التاب


يمن ديلي نيوز | 296 قراءة 

يمن ديلي نيوز: أفادت مصادر مقربة الجمعة 8 اغسطس/ آب بتدهور الحالة الصحية للناشط في جماعة الحوثي المص


المرصد برس | 291 قراءة 

في خطوة جديدة تؤكد التزامها المتواصل تجاه المجتمع، أعلنت شركة الألبان والأغذية الوطنية “نادفود” R


موقع الأول | 276 قراءة 


كريتر سكاي | 269 قراءة 

 استحدثت قوات عسكرية نقاط وتحصينات جديدة في تريم بمحافظة حضرموت شرقي ا