في اكتشاف طبي قد يُحدث فارقًا في معركة الوقاية من أخطر الأمراض، كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة ليستر البريطانية أن الكركم – ذلك التابل الشائع في معظم المطابخ – يحتوي على مركب فعّال يُدعى الكركمين، يمكنه أن يلعب دورًا جوهريًا في الوقاية من سرطان الأمعاء والثدي والرئة.

الدراسة، التي نُشرت نتائجها عبر موقع "تايمز ناو نيوز"، اعتمدت على تحليل عينات أورام من أكثر من 60 مريضًا بسرطان الأمعاء، حيث خضعت الخلايا السرطانية لكميات صغيرة من الكركمين لمدة شهر. والنتيجة كانت مذهلة: الكركمين نجح في كبح نمو الخلايا الجذعية السرطانية العدوانية بنسبة وصلت إلى 95%، وخاصة في الأورام الغدية، وهي أورام غير سرطانية لكنها قد تتحول إلى خبيثة مع مرور الوقت.

وتبين أن الكركمين يستهدف بروتينًا يُعرف باسم "اسمنانوج"، وهو بروتين محوري يساعد الخلايا السرطانية على الانقسام والانتشار، ما يفتح الباب أمام إمكانية تعطيل مسار تطور السرطان منذ مراحله المبكرة.

ولتحقيق هذه الفوائد الوقائية، تشير الدراسة إلى أن الإنسان بحاجة لتناول حوالي ملعقتين صغيرتين من الكركم يوميًا (ما يعادل 2 جرام من الكركمين النشط).

إلى جانب قدرته على محاربة خلايا سرطان الأمعاء، يتمتع الكركمين أيضًا بخصائص مضادة للالتهابات والأكسدة، تجعله فعالًا في منع تطور أنواع أخرى من السرطان مثل سرطان الثدي والرئة والمعدة.

هذا الاكتشاف يعيد تسليط الضوء على أهمية التغذية الطبيعية ودورها في الوقاية من أمراض قاتلة، ويؤكد أن الحلول الكبرى قد تكون أحيانًا مخبأة في أبسط المكونات داخل مطبخنا.

المصدر

مساحة نت ـ أمل علي