تحولت لحظات العمل إلى مأساة مأساوية في إحدى المناطق الجبلية بمحافظة تعز، حيث لقي شابان من أبناء محافظة عمران مصرعهما إثر انهيار صخري مفاجئ أثناء قيامهما بأعمال حفر وتسوية بجرافة ثقيلة.

الشابان، حميد أحمد محمد العصيمي ووليد مطر، كانا يعملان في تسوية أحد المرتفعات الجبلية عندما انهالت عليهما كميات ضخمة من الصخور، لتطمرهما بالكامل وتُنهي حياتهما في مشهد مأساوي هزّ مشاعر أهالي المنطقة والمتابعين على حدٍّ سواء.

وبحسب مصادر محلية، فإن الحادث وقع خلال تنفيذ أعمال توسعة لطريق جبلي أو تهيئة موقع جديد للعمل، دون وجود دراسات جيولوجية مسبقة أو إشراف هندسي، في بيئة محفوفة بالمخاطر الطبيعية والانهيارات الصخرية المحتملة.

وأضافت المصادر أن فرق الإنقاذ التي شكّلها الأهالي سارعت إلى موقع الحادث، وبذلت جهودًا مضنية استمرت لساعات في محاولة لانتشال الضحيتين، غير أن حجم الصخور المنهارة شكّل عائقًا كبيرًا، ما أخّر عملية الوصول إليهما حتى فارقا الحياة تحت الركام.

الحادثة أعادت إلى الواجهة الجدل المتكرر حول غياب الرقابة الفنية وضعف إجراءات السلامة المهنية في المناطق الجبلية، حيث لا تزال أعمال الحفر والتسوية تُنفذ في كثير من الأحيان بعشوائية ودون تقييم مسبق للمخاطر.

من جهتهم، دعا مختصون في مجال السلامة والجيولوجيا إلى ضرورة فرض رقابة صارمة على المشاريع الجبلية، وإلزام المقاولين والعاملين بإجراء تقييمات فنية قبل بدء العمل، مؤكدين أن التهاون في تطبيق معايير السلامة يهدد حياة الكثيرين ويُعرضهم لمصير مشابه.