تحول منزل الشيخ السبعيني إلى ساحة معركة غير متكافئة، حيث واجهت مدافع الميليشيات إصرار رجل عجوز على حماية كتبه المقدسة، في مشهد يختصر فجوة ما بين خطاب “نصرة غزة” وممارسات القمع المحلي.

تصاعدت المواجهات فجر يوم الثلاثاء 1 يوليو 2025، حين حاصرت قوات مسلحة تابعة للحوثيين منزل الشيخ صالح حنتوس في مديرية السلفية بمحافظة ريمة، مستخدمة الأسلحة المتوسطة والمدفعية الثقيلة ضد مبنى بسيط تسكنه عائلة لم تمتلك سوى مصاحفها وإيمانها.

ووفقاً لشهادات أهالي المنطقة، استمر القصف المكثف لأكثر من 13 ساعة متواصلة، فيما منعت الميليشيات أي محاولات لإنقاذ الجرحى أو إدخال الإمدادات الطبية، حتى بعد توقف إطلاق النار رسمياً.

وأكدت زوجة الشيخ في اتصال هاتفي مؤثر أنها شاهدت زوجها يسقط على سطح المنزل بعد إصابته بقذيفة مباشرة، بينما أصيبت هي نفسها بشظايا متفرقة عندما حاولت الوصول إليه، وظلت تنزف لساعات دون تلقي أي رعاية طبية.

وأوضح شهود عيان أن الحملة العسكرية شملت عشرات المركبات المدرعة والقناصة المحترفين، الذين أطلقوا النار بشكل عشوائي على خزانات المياه والمرافق الحيوية للمنزل، في محاولة واضحة لتركيع الشيخ الذي رفض الانصياع لأوامر الإغلاق الصادرة ضد مدرسته القرآنية.

ويعود الخلاف بين الشيخ حنتوس والميليشيات إلى سنوات مضت، عندما أصر الرجل السبعيني على مواصلة تدريس القرآن في مسجده رغم القرارات الإدارية التي أصدرتها سلطات الأمر الواقع بوقف أنشطته التعليمية.

وفي تسجيل صوتي مؤثر نشر قبل ساعات من استشهاده، تحدث الشيخ عن توقعه للشهادة، مؤكداً أن من “يقاتل دفاعاً عن عرضه أو ماله فهو شهيد”، في إشارة إلى رفضه التخلي عن مسؤوليته الدينية والتعليمية.

وأثار الحادث موجة غضب عارمة على منصات التواصل، حيث قارن نشطاء بين أساليب الحصار والقمع التي تمارسها الميليشيا ضد معارضيها المحليين، وما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، في تناقض صارخ مع الشعارات التي ترفعها الجماعة.

مليشيا الحوثي تحاصر الشيخ صالح حنتوس وتُهدد بتفجير منزله في ريمة

استشهاد متحدث حركة حماس عبد اللطيف القانوع خلال غارة إسرائيلية على جباليا

استشهاد مراسل الجزيرة حسام شبات بغزة.. موجة إدانات دولية

دعاء ختام القرآن الكريم كامل

استشهاد الشيخ خالد نبهان صاحب عبارة “روح الروح”