تفاصيل الخبر | اهم الاخبار
قصة ناجي الذي طاردته ميليشيا الحوثي حتى آخر الحدود
220 قراءة  |

 

في أحد أحياء العاصمة صنعاء، قبل أن تغيّر الحرب معالم اليمن، كان ناجي يعمل بهدوء في أروقة مديرية السبعين، سكرتيرًا ومساعدًا لمدير إدارة المشاريع ولجنة المناقصات. بين الأوراق والمشاريع وتقارير النشر، وجد في وظيفته الحكومية منذ عام 2007 فسحةً من الاستقرار والعمل الشريف. لكن سرعان ما انقلب كل شيء حين بدأ الفساد يزحف إلى مكتبه.

 

"كان يُطلب مني التلاعب في الوثائق، توقيع صفقات غير قانونية، وتمرير مناقصات غير نزيهة"، يقول ناجي بصوت هادئ ونبرة لا تخلو من المرارة. "رفضت المشاركة، لكن الضغط كان لا يُحتمل. استقلت في عام 2010، لأنني لم أكن قادرًا على المضيّ في طريق لا يشبهني".

 

غادر ناجي الوظيفة، غير مدرك أن خروجه من العمل سيكون بداية لخروج أكبر من الوطن نفسه.

 

في عام 2012، ومع وصول الحوثيين إلى مدينة دمت، مسقط رأسه في محافظة الضالع، بدأت المدينة تتغير. "كانوا يخطبون في المساجد والميادين، يروّجون لفكرهم ويجنّدون الشباب علنًا"، يروي. ومع نهاية ذلك العام، اختطف الحوثيون عددًا من أصدقائه. لم يكن أمامه متّسع من الوقت للتفكير، فحين وصلته أوراق التجنيد، قررت عائلته أن الوقت قد حان للهروب.

 

"في 17 نوفمبر 2012، غادرت اليمن سرًا إلى السعودية. كنت خائفًا، حزينًا، وأشعر أنني أهرب من بلادي وليس فقط من الخطر"، يقول ناجي. لكن حتى في الغياب، لم ينسه الحوثيون.

 

طوال السنوات من 2012 حتى 2020، زار الحوثيون منزل أسرته مرات عدة. "كانوا يرسلون عاقل الحارة للتحقيق عن مكاني، ويهددون عائلتي، بل طلبوا من والدي دفع مبالغ مالية كتعويض عن غيابي"، يوضح ناجي. أما السبب؟ فيرى أنه يعود إلى ماضيه المهني مع الحكومة، وإلى ما بعد هروبه، حين تحوّل منزله في السعودية إلى مأوى للناشطين والمطاردين. "كنت أستضيف من فرّوا بسبب مواقفهم السياسية. بعضهم كان معروفًا على وسائل التواصل الاجتماعي، ونُشرت صور تجمعني بهم. أعتقد أن هذا أثار غضب الحوثيين، فصاروا يعتبرونني خصمًا صريحًا".

 

بعد ثماني سنوات في المنفى، قرر ناجي في 15 يناير 2020 أن يعود إلى اليمن. "اعتقدت أنهم نسوني، وأن الأمور هدأت بعد سيطرتهم الكاملة على الشمال"، يقول. دخل البلاد سرًا عبر الحدود البرية، وتوجه إلى دمت. كانت العودة محفوفة بالقلق، لكنه أراد رؤية عائلته.

 

لم يدم الأمان طويلًا. في 13 يناير، تلقى اتصالًا من والدته وهو في زيارة لأعمامه. أخبرته أن ثلاثة أو أربعة مسلحين من الحوثيين جاؤوا إلى المنزل يسألون عنه. قالوا لها: "اتصلي بناجي وخليه يطلع، نريد أن نتحدث معه". وعندما أجابتهم بأنه ليس موجودًا، تركوا لها استدعاءً رسميًا باسمه.

 

فهم ناجي الرسالة فورًا. في الليلة نفسها، التقى سرًا بوالدته وزوجته. جمع القليل من حاجياته، واتصل بمهرب ليساعدهم على الخروج مرة أخرى من البلاد. كانت الرحلة محفوفة بالمخاطر، لكن المهربين، كما يقول، "كانوا يعرفون الطرق التي لا تسيطر عليها ميليشيا الحوثي". وعند بعض النقاط، كان السائق يدفع رشاوى لتمريرهم، لكنهم نجوا بأعجوبة.

 

اليوم، يعيش ناجي في المنفى من جديد. لا يحمل حقدًا، لكنه لا يرى أفقًا للعودة. "هربت مرتين من أجل حريتي، ولن أضع رقبتي تحت القمع مرة أخرى"، يقول بنبرة حاسمة.

 

قصة ناجي هي حكاية آلاف اليمنيين الذين وجدوا أنفسهم بين نارين: إما الخضوع لقوة الأمر الواقع، أو الهروب نحو المجهول. لكنه، مثل كثيرين، اختار المجهول على أن يخون قناعاته.

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك
حشد نت | 1206 قراءة 

تصعيد حوثي خطير.. اختطاف الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام و مرافقيه


حشد نت | 977 قراءة 

47 دولة تعلن جاهزيتها لمواجهة التهديدات في البحر الأحمر وباب المندب والخليج


حشد نت | 733 قراءة 

الأرصاد تحذر: أمطار رعدية ورياح عاتية تضرب عدة محافظات خلال 72 ساعة


نيوز يمن | 696 قراءة 

تخفيض يفوق السعر الحكومي بـ200%.. جدل شعبي واعتراض رسمي على تسعيرة الغاز


حشد نت | 693 قراءة 

ناطق المقاومة الوطنية العميد الركن صادق دويد: نقف إلى جانب المواطنين من كل الأطياف السياسية في مواجه


تهامة 24 | 646 قراءة 

أصدر البنك المركزي اليمني، اليوم الأربعاء، قراراً يقضي بإيقاف تراخيص منشأتين للصرافة وإغلاق مقرَّيهم


كريتر سكاي | 633 قراءة 

‏اعلن بنك عدن حوالة عن صرف مرتبات جهات حكومية جديدةموضحاً عن صرف راتب شهر أ


المشهد اليمني | 546 قراءة 

المعاناة المؤلمة التي يمر بها الشعب اليمني العظيم، والظروف القاسية التي يعانون منها منذ سنوات طوي


المشهد الدولي | 537 قراءة 

وزير الخارجية اليمني الدكتور شائع الزنداني في حوار موسع له مع صحيفة الشرق الأوسط يشيد بالدور السعودي


المشهد الدولي | 456 قراءة 

بعد ان دعمه المؤتمر الشعبي العام وحزب الاصلاح واوصلته الدولة اليمنية الى ارفع المناصب شاهد كيف يسيء