كشفت صحيفة وول ستريت جورنال في تقرير خاص، أن إسرائيل نفذت عملية معقدة ومنسقة استهدفت قتل عدد من كبار العلماء الإيرانيين المشاركين في البرنامج النووي، مما تسبب في ضربة استراتيجية قد تعرقل مساعي طهران نحو إنتاج قنبلة نووية.

وأفاد التقرير أن العملية، التي جرت في 13 يونيو الجاري، استهدفت منازل 9 علماء بارزين في مختلف أنحاء إيران، ونُفذت بشكل متزامن بهدف منع أي من المستهدفين من الهروب أو الاختباء.

العملية، التي تُمثل ذروة حملة إسرائيلية استمرت 15 عاماً ضد الكوادر العلمية النووية الإيرانية، أسفرت لاحقاً عن اغتيالات إضافية، من بينها قتل العالم سيد صديقي صابر بعد 11 يومًا من الهجمات الأولى، باستخدام طائرة مسيّرة شمال البلاد.

مسؤولون أمريكيون أكّدوا للصحيفة أن خسارة إيران لمجموعة من العلماء ذوي الخبرة العملية في تصميم الرؤوس الحربية وأنظمة التفجير ومصادر النيوترونات، يُشكل ضربة تقنية يصعب تعويضها سريعاً، وتتجاوز في خطورتها فقدان البنية الإنتاجية نفسها.

وفي السياق ذاته، استهدفت إسرائيل خلال الأسبوع التالي "موقعاً آمناً" لعالم نووي آخر بطهران، بالإضافة إلى منشأة تابعة للهيكلية التي خلفت مشروع "عماد"، في تصعيد هو الأول من نوعه منذ اغتيال محسن فخري زاده عام 2020.

وكان من بين المستهدفين فريدون عباسي دواني، الرئيس الأسبق للوكالة الذرية الإيرانية، ومحمد مهدي ترانشي، المسؤول عن تطوير المتفجرات النووية، والذي كان يُشرف على نخبة من طلاب العلوم النووية في جامعة الشهيد بهشتي.

ورغم تلك الخسائر، يعتقد مراقبون أن طهران لا تزال تحتفظ ببنية تحتية معرفية بفضل أرشيفها النووي وبرامجها الأكاديمية المتقدمة، لا سيما في جامعات مثل "شريف" و"مالك أشتر"، حيث تستمر الأبحاث في مجالات يُمكن تسخيرها لأغراض مدنية وعسكرية على حد سواء.