أفادت مصادر إعلامية مطلعة أن وزارة التربية والتعليم التابعة لمليشيات الحوثي – وغير المعترف بها دوليًا – أصدرت توجيهات صارمة بإيقاف جميع المعلمين المتطوعين ومنعهم من مباشرة أعمالهم في المدارس الحكومية الواقعة في مناطق سيطرتها.

وأشارت المصادر إلى أن هذا الإجراء التعسفي يأتي في سياق مساعٍ حوثية ممنهجة لإحداث فراغ كبير في الكادر التعليمي، بهدف إحلال عناصر سلالية موالية للجماعة مكان المتطوعين الذين ظلوا يدرّسون في المدارس منذ نحو ثماني سنوات، بأجور زهيدة وأمل ضعيف بالحصول على وظائف رسمية.

وأوضحت المصادر أن القرار تسبب في شلل شبه تام للعملية التعليمية في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وذلك للأسبوع الثاني على التوالي، وسط استياء واسع في الأوساط التعليمية وأولياء الأمور.

وذكرت المصادر أن وزارة التربية والتعليم الحوثية كانت قد أعلنت عن موعد بدء الدراسة لهذا العام، لكنها عادت وأجّلت انطلاقها دون توضيح الأسباب، في وقت يعاني فيه المعلمون من انقطاع الرواتب منذ ثمانية أعوام، وسط تزايد الانتهاكات بحق المعلمين وفصل المتطوعين دون بدائل واضحة.

ويأتي هذا التطور في وقت تعاني فيه المؤسسات التعليمية في مناطق سيطرة الحوثيين من انهيار متسارع، في ظل غياب الدعم الحكومي الفعلي، وتزايد سياسات الإقصاء والتوظيف على أسس طائفية، ورفض المليشيا صرف رواتب الموظفين في القطاع التعليمي وغيره من القطاعات الحكومية، رغم استمرارها في تحصيل الإيرادات العامة.

وتحذر منظمات محلية ودولية من أن استمرار هذه السياسات يهدد بمزيد من التدهور في جودة التعليم وتفشي الأمية بين الأطفال، مع ارتفاع معدلات التسرب المدرسي بسبب غياب المعلمين وتردي الأوضاع الاقتصادية والأمنية.