في أحدث حلقة من مسلسل الفساد المستشري في المؤسسة العسكرية اليمنية، تكشفت تفاصيل صادمة حول إلغاء قرار إقالة القائد العسكري رداد الهاشمي، المعروف بفضيحة "وادي جبارة" التي أودت بحياة 2000 جندي أسير بيد الحوثيين.

لم يقتصر الأمر على إلغاء الإقالة، بل حصل الهاشمي على "محور البقع" كهدية مجانية، ليصبح قائداً لمحورين بالإضافة إلى "ألوية التوحيد".

الهاشمي، الذي كان من المفترض أن يواجه محاكمة عسكرية ميدانية على خلفية كارثة وادي جبارة، صدر بحقه قبل أسبوعين قرار من قيادة القوات المشتركة بإقالته من قيادة محور كتاف. لكن بدلاً من الامتثال للقرار، سارع الهاشمي بحزم حقائبه متوجهاً إلى الرياض.

صفقة "الرياض" تلغي الإقالة وتمنح هدية!

في الرياض، التقى الهاشمي بحسب المصدر بالجنرال علي محسن وخرج اللقاء باتفاق "سري" يقضي بدفع الهاشمي مبلغ خمسة ملايين ريال سعودي لعضو مجلس القيادة. مقابل هذا المبلغ، كان على عضو المجلس التواصل مع ضابط سعودي رفيع المستوى برتبة لواء، وعرض المبلغ عليه، ليقوم الضابط بدوره بالتدخل لدى قيادة القوات المشتركة لإلغاء قرار إقالة الهاشمي.

وهذا ما تم فعلاً. تدخل الضابط السعودي، وبكل "كرم" - حسب المصادر - لم يكتفِ بإلغاء قرار إقالة الهاشمي فحسب، بل أضاف إليه قيادة "محور البقع" إلى جانب قيادته لمحور كتاف.

وبذلك، تحول الهاشمي، بفضل مبلغ الخمسة ملايين ريال سعودي، من قائد على وشك الإقالة إلى قائد لمحورين (كتاف والبقع)، بالإضافة إلى قيادته لمجموعة ألوية تعرف باسم "ألوية التوحيد".

سخرية الهاشمي و"روث الحمار"

المثير للسخرية، وحسب المعلومات المتداولة، أن رداد الهاشمي عاد مباهياً بما فعله، بل ويسخر من السعوديين، قائلاً: "داوي الحمار من روثه".

يقصد الهاشمي بهذا أن الخمسة ملايين ريال سعودي هي في الأصل أموال سعودية، وأنه "اشترى" الضابط السعودي بهذه الأموال.

هذه الفضيحة تثير تساؤلات جدية حول مدى تفشي الفساد في أعلى المستويات العسكرية والسياسية، وتؤكد المزاعم بأن "المال" بات الأداة الوحيدة لشراء المناصب والنجاة من العقاب، حتى في القضايا التي تمس حياة الآلاف من الجنود.

من | صالح الحنشي