في ظل تزايد أزمة انقطاع الكهرباء واعتماد السكان بشكل متزايد على مصادر الطاقة البديلة، شهدت مدينة عدن خلال السنوات الأخيرة انتشارًا واسعًا لتركيب الألواح الشمسية على أسطح المنازل والمحلات التجارية، كحل عملي واقتصادي لتوفير الطاقة.

ومع هذا الانتشار الكبير، حذّرت جهات مختصة من تنامي ظاهرة تركيب الألواح الشمسية دون الالتزام بالمعايير الفنية اللازمة، خصوصاً فيما يتعلق بتثبيتها بشكل آمن على الأسطح، مما يثير قلقاً متزايداً لدى الخبراء والجهات المعنية مع اقتراب موسم "شمال الرياح" الذي يبدأ عادة في شهري يونيو ويوليو من كل عام، حيث تهب رياح قوية قد تصل إلى حد العواصف.

وأكدت المصادر أن بعض السكان قاموا بتركيب الألواح الشمسية بطريقة غير محترفة أو بدون استخدام أدوات التثبيت المناسبة، ما يجعلها عرضة للتطاير مع أول هبّة ريح قوية، الأمر الذي قد يؤدي إلى كارثة حقيقية تهدد سلامة المواطنين والممتلكات.

مخاطر حقيقية وتداعيات خطيرة

في حال لم تُتخذ الإجراءات الوقائية اللازمة، يمكن للألواح الشمسية غير المثبتة أن تتحول من مصدر للطاقة إلى أداة خطرة، حيث قد تتطاير فوق الشوارع والمحلات أو تسقط على المارة، ما قد يؤدي إلى إصابات بشرية تتراوح بين الإصابات البسيطة والوفاة في بعض الحالات. كما يمكن أن تسبب أضراراً كبيرة للممتلكات المجاورة، مثل تكسير الزجاج أو إلحاق الضرر بالسيارات والمباني.

نصائح السلامة: ضمان التثبيت الجيد ينقذ الأرواح

وفي إطار الجهود الرامية إلى الحد من هذه المخاطر، دعت الجهات المحلية والفنية المواطنين إلى اتباع مجموعة من التوجيهات والإرشادات قبل حلول موسم الرياح:

التثبيت الآمن بواسطة مختصين

: يجب أن يتم تركيب الألواح الشمسية من قبل فنيين مؤهلين ومهرة يمتلكون الخبرة والكفاءة في أعمال التركيب والتثبيت، باستخدام المواد والأدوات المناسبة.

الفحص الدوري للألواح

: من الضروري إجراء فحص شامل ودوري للأقواس والأسلاك والدعامات التي تحمل الألواح، خاصة قبل بداية موسم الرياح، للتأكد من أنها لا تزال في حالة جيدة وغير معرّضة للانفصال.

تجنب التركيب العشوائي

: يُحث السكان على عدم تركيب الألواح الشمسية بشكل عشوائي أو بدون تثبيت كافٍ، خاصة على الأسطح المرتفعة أو المكشوفة.

نداء لتكثيف التوعية المجتمعية

من جانبها، دعت جهات محلية ومجتمعية إلى ضرورة تكثيف الحملات التوعوية والتثقيفية حول أهمية السلامة أثناء تركيب الألواح الشمسية، مشيرة إلى أن التعاون بين المواطنين والسلطات المحلية هو السبيل الوحيد لتحويل هذه الحلول البيئية إلى مشروع آمن يخدم المجتمع دون تعريضه للخطر.

وتُعد هذه القضية واحدة من القضايا الملحة التي تستلزم اهتماماً حكومياً وشعبياً، خاصة في ظل التغيرات المناخية المتوقعة وتزايد حدة الرياح الموسمية في السنوات الأخيرة.

مع اقتراب موسم الشمال، يبقى السؤال مفتوحاً: هل سيستيقظ مواطنو عدن يومًا على سماء ملوثة بالألماس الأخضر الطائر أم على مجتمع أكثر وعيًا وأمانًا؟