تفاصيل الخبر | اهم الاخبار
الحناء وورد الربيع.. آخر ما تبقى من بستان أمي
80 قراءة  |

من السهل أن يشعر الإنسان بفقد الأشياء حينما يكون على مقربة منها، كأن يفقد ظل شجرة كان يرتب واجباته المدرسية تحتها في عز الظهيرة، أو كأن يفقد شكل الورد ورائحة المشاقر حينما تمر عجوز بالقرب ويلاحظ غياب ذلك الأثر الطيب في خدها من المشاقر والزينة العطرة.

وفي اعتقادي، إذا لم يفقد المحب لون وطيب النرجس، والشذاب، الخطور، السواد، البياض، الريحان وغير ذلك، فبالتأكيد يصبح نكرة للحياة وللريف، خاصة محب الريف، لأن لا روابط أخرى تجمعه بذكرياته وحنينه إلا موروثه من نباتات المشاقر التي أصبحت تورد إلى عدن وصنعاء ومناطق ومدن أخرى كثقافة يلتقي عندها المحبون وتنتهي عندها وبها المتاعب.

وبعد هذه الفلسفة، وجدت نفسي جوار منزلنا أتأمل ما فقدناه من أضاميم المشاقر وهذا الشجن القروي الذي أصبحت تشتاقه المدن وتستدعيه لتزيين حياة من أحبوا ولم ينسوا شجنهم للطبيعة وعطرها، لكن ها هو البستان الذي كان ينعش صباحاتنا ومساءاتنا، لم يتبق منه إلا شجرتا الحناء وورد الربيع وهما آخر ما بقي من جهد أمي وحبها للأرض، وآخر ما بقي من ذاك الانتماء الذي زرعناه بأيدينا ورعيناه بماء دلاء الآبار البعيدة شرقا وغربا في قرية الحجر بعزلة الجبزية في معافر تعز.

قد يقسو الموسم من عام لآخر على بعض الأغصان، على شجرة ما مزهرة، على وردة صغيرة عاجزة عن النمو كأخواتها في منحدر ما وقد تنسى شجرة حناء يابسة أرهقها تأخر موسم الربيع وقد تموت ريحة طيبة في بطن الأرض بينما كانت مندفعة نحونا بحب، ومن الممكن أن تكون ثمة نبتة عالقة في فوضى النمو غير المستقيم، لكني لن أقسو، ولم أنس زهر الرمان في بستان بيتنا، ولن أفعل ذلك أيضا مع زهرات الحب الربيعية ومشاتل الورد والياسمين التي كانت تتفتح كل عام بجانب شبابيك منزلنا القديمة.

الإنسان الذي يحب لا ينسى، وأنا لا أنسى مطلقا، نعم، لن أنسى، لأني لا زلت أتذكر جالونات المياه التي كنت أجلبها بعد انتهاء المدرسة يوميا من أجل ذلك البستان الذي غاب فجأة عنا دون حالة وداع أو تعب، وغياب كهذا يصعب تجاوزه، لأن الأرض لا تفرط بمن أحبها بهذه القسوة.

هذا العيد، وجدت الحناء تتفتح من جديد، وغصون شجرة الربيع تدفع نفسها بقليل من الارتواء نحو السماء وإني أخشى عليهما من زمن يشغل فيه العالم الحديث بتغير المناخ وكوارث الطبيعة وأحزن أكثر على أمي وهي تراقب بستانها ينكمش ويفقد زهرا كان يشبهها.

المهم الآن أن شجرتي الحناء وورد الربيع ما زالتا تتشبثان بالحياة، تكابران أمام الجفاف ونزف الآبار، هذا يشعرني بالفرح، فرح العودة إلى الحياة، هناك في ركن صغير من منزلنا.

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك
تهامة 24 | 778 قراءة 

كشف جيش الاحتلال الإسرائيلي عن أهداف الضربات الجوية التي استهدفت العاصمة المختطفة صنعاء، الخاضعة لسي


تهامة 24 | 623 قراءة 

كشف الخبير الاقتصادي ماجد الداعري عن استعداد الحكومة والبنك المركزي لإطلاق المرحلة الثانية من خطة ال


يني يمن | 536 قراءة 

كشفت مصادر محلية في العاصمة صنعاء عن مقتل القيادي في جماعة الحوثي و عاقل حارة "عصر" وليد ا


الأمناء نت | 522 قراءة 

الرباعية الدولية تبحث هيكلة مجلس القيادة الرئاسي بصيغة جديدة


جهينة يمن | 491 قراءة 

محلل عسكري يفاجئ الجميع ويكشف عن أسباب عدم استهداف إسرائيل لقيادات مليشيا الحوثي


جهينة يمن | 476 قراءة 

عاجل : الرباعية الدولية تقرر هيكلة مجلس القيادة الرئاسي بصيغة جديدة "تفاصيل "


جهينة يمن | 453 قراءة 

شاهد صورة مفزغة..جثث تتطاير في السماء جراء غارات إسرائيلية عنيفة على صنعاء


نافذة اليمن | 358 قراءة 

فجر الخبير والصحفي الاقتصادي ماجد الداعري، مساء اليوم الأحد، مفاجأة اقتصادية من العيار الثقيل، في كش


كريتر سكاي | 342 قراءة 

قال الصحفي العدني البارز عبدالرحمن انيس:القرارات التي أصدرها اليوم رئيس اله


الحدث اليوم | 318 قراءة 

عاجل : خارطة اغتيالات جديدة تستهدف القيادات الحوثية واستعداد لضرب مراكز ثقلهم "اسماء"