أثار صدور حكم قضائي أمريكي من قبل إحدى المحاكم في ولاية كاليفورنيا، ضجة كبيرة، وأشعل كافة مواقع التواصل الإجتماعي، حيث شكل الحكم صدمة هائلة للشعب الأمريكي، ليس فقط داخل ولاية كاليفورنيا، التي صدر فيها الحكم، بل في كل الولايات المتحدة الأمريكية، كما ان الحكم الغريب تجاوز الحدود الأمريكية، واثار جدلا واسعا، والجميع يتسألون إلى أين تتجه أمريكا؟

الواقعة بدأت حين ألقت الشرطة الأمريكية، في مدينة سكرامنتو التابعة لولاية كاليفورنيا، القبض على معلمة أطفال أمريكية تدعي " ويندي مانسن" بعد ان أبلغ الأطفال عنها بأنها كانت سكرانة، داخل الفصل الدراسي وبدت غير متزنة.

وبعد القبض عليها وتقديمها للمحاكمة بتهمة انها كانت تدرس الأطفال وهي في حالة سكر، كما وجهت لها أصابع الاتهام بأنها قادت السيارة وهي في حالة غير طبيعية، الأمر الذي عرض حياتها وحياة الأطفال للخطر.

وقد توقع الجميع أن ينزل بها القاضي حكما صارما، وعقوبة رادعة خاصة وانها تتولى تعليم أطفال صغار السن، وهذا يعني انها قدوة للاطفال، وعليها ان تكون في غاية الانضباط في كل تصرفاتها وسلوكها سواء داخل أو خارج المدرسة.

الغالبية الساحقة من الشعب الأمريكي الذين تابعوا القضية باهتمام كبير، كون الأمر يمس حياة ومستقبل أطفالهم، لذلك كان التوقع ان يكون الحكم صارما وان تشمل العقوبة حرمانها من التعليم بشكل نهائي، لكن الحكم كان صادما ولا يقبله العقل والمنطق.

فقد اصدرت المحكمة حكما بالبراءة، ليس ذلك فحسب، بل يمكن لهذه المعلمة السكيرة ان تحصل على تعويض بملايين الدولارات، من قبل المدرسة التي تعمل بها بتهمة انها قامت بالتشهير بها والإساءة البالغة لسمعتها.

المحكمة اعتمدت البراءة، بعد ان أكد محامي هذه المعلمة التي تعاقر الخمر منذ الصباح الباكر وتظل طوال فترة دوامها في المدرسة خارجة عن التغطية، كما انها تعجز عن ضبط سلوكها، بأن ليس هناك بند في القانون الأمريكي يمنع المعلم من شرب الخمر خلال تقديمه الدروس أو المحاضرات التعليمية، إضافة إلى ذلك فقد أكدت هذه المدمنة انها شربت الخمر لكن ليس أثناء قيادة السيارة، بل عندما وصلت إلى المدرسة، وبذلك نجت من العقاب وصدر صك البراءة.

الخلاصة ان هذه الفوضى العارمة جعلت الأباء والأمهات في كل الولايات الأمريكية يشعرون بالقلق من العملية التعليمية باكملها، وهناك أمر اخر هو ان هذه السكيرة رفعت دعوى قضائية ضد المدرسة، ويمكن الوصول إلى اتفاق اذا دفعت لها إدارة المدرسة المبلغ الذي تطلبه، وإلا ستتم المحاكمة وهو ما تخشاه إدارة المدرسة لأن ذلك يسيء لسمعتها ويلحق بها ضرر كبير.

وعبر الكثير من الأمريكيين عن سخطهم، معتبرين ان هذا الحكم القضائي هو مهزلة وسيفتح أبواب الجحيم والفوضى داخل كل المدارس الأمريكية، ولن تشعر العائلات بالأمان على أطفالهم، وينزع الثقة بشكل مطلق من المعلمين، وجعلتهم يتسألون

ما دام المدرسة السكرانة تحصل على البراءة وتعويض مالي كبير، فما الذي يمنع بقية المعلمين القيام بهذا السلوك المشين؟.