أفادت مصادر محلية وقبلية، اليوم، باندلاع حريق هائل في محطة وقود تدعى "سريع" في سوق الاثنين بمديرية المتون بمحافظة الجوف، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي المسلحة منذ عدة سنوات.

وأوضحت المصادر أن الحادثة وقعت عقب تنفيذ عناصر مسلحة يُعتقد أنها تابعة للمليشيات الحوثية هجومًا مسلحًا على المحطة، حيث أطلق المهاجمون وابلًا كثيفًا من الرصاص باتجاه مرافق المحطة، ما أدّى إلى اشتعال النيران في مكانين اثنين داخل الموقع، وامتدادها بشكل سريع إلى أجزاء واسعة منها.

وأشار شهود عيان إلى أن النيران التهمت معظم محتويات المحطة، بما في ذلك خزانات الوقود والمعدات والمباني المرتبطة بها، فيما لاذ المسلحون بالفرار بعد تنفيذ الهجوم دون أي تدخل من قوات الأمن أو الدفاع المدني التابعة للمليشيا.

ولفت السكان المحليون إلى أن جهود إخماد الحريق اقتصرت على محاولات فردية قام بها مواطنون من أبناء المنطقة، استخدموا خلالها أدوات بدائية مثل أحواض المياه وأجهزة طفايات صغيرة، وذلك بسبب غياب تام لوحدات الإطفاء والإسعاف التي يفترض أن تتواجد ضمن تشكيلات مليشيا الحوثي في المديرية.

ورغم خطورة الحادثة والتداعيات الكبيرة التي خلفتها، لم تصدر أي جهة تابعة للحوثيين في الجوف بيانًا رسميًا حول ملابسات الهجوم أو دوافعه، كما لم يتم الإعلان عن أي تحرك رسمي للتحقيق في الواقعة أو كشف هوية المنفذين.

وتثير هذه الحادثة تساؤلات واسعة بين أوساط السكان المحليين حول مستوى الاستجابة الأمنية من قبل مليشيا الحوثي، وجهودها في توفير الحماية للممتلكات العامة والخاصة، خاصة في ظل تكرار حوادث العنف والتخريب في مناطق سيطرتها دون رادع أو مساءلة.

وتشير المؤشرات إلى أن الوضع الأمني في مديرية المتون يشهد تدهورًا ملحوظًا، مع تصاعد عمليات الاعتداءات المسلحة والانتقامات القبلية والصراعات الجانبية، مما ينذر بتفاقم الوضع الإنساني والاقتصادي في إحدى أكثر المناطق احتياجًا في محافظة الجوف.