وصف الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" الأشخاص الذين يتحدثون بأن روسيا حليف غير موثوق، بأنهم أشخاص مستفزين، وتحدث بوتين في منتدى بطرسبوج الاقتصادي والذي انعقد في روسيا وشاركت فيه عدد كبير من الدول الكبرى، قائلا " أن روسيا هي التي تساعد إيران لإنتاج الطاقة النووية للاستخدام السلمي" لافتا إلى أن العلماء الروس يشاركون في هذا الأمر، وان هناك عملية بناء لمحطتين نوويتين، مؤكدا أن روسيا لم تستدعي علمائها رغم الحرب الضروس بين إسرائيل وإيران.

ورغم ان الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" معروف عنه الرزانة وانتقاء الكلمات المناسبة في تصريحاته الرسمية، لكن في هذه المرة خانه التعبير، وزلت لسانه، وأدلى بتصريح صادم وغير متوقع، وهذه الزلة كشفت للايرانيين وكل قياداته الدينية والعسكرية والسياسية انه لن يقاتل إلى جانب طهران، وسيترك الجيش الإيراني وحيدا في مواجهة إسرائيل وأمريكا والدول الغربية، فقد قال بوتين " هل يريدون منا أن نقاتل مع ايران؟ ليجيب هو بنفسه على السؤال قائلا " نحن هنا نقاتل عدونا الحقيقي" في إشارة إلى المواجهة الروسيه مع أوكرانيا التي تتلقى دعما هائلا من الدول الغربيه وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.

هذا التصريح كان صادما ومؤلما للمرشد علي خامنئي، وكذلك للشعب الايراني، خاصة وان بلادهم وقفت بكل قوة إلى جانب روسيا في حربها ضد الغرب في أوكرانيا، ومنحتهم الصواريخ والمسيرات التي قلبت الموازين وغيرت مجرى الحرب في أوكرانيا.

لكن غباء الايرانيين وتصرفهم الاحمق هو الذي أوقعهم في هذه الورطة، فرغم الجهود والمساعي الكبيرة التي بذلتها طهران للحصول على المقاتلات الشبحية الروسية، "سوخوي 35" إلا ان كل جهودهم باءت بالفشل، وذهبت ادراج الرياح، وكان عليهم ان يتعلموا الدرس، لكنهم استمروا في تصرفاتهم الغبية، ولم يدركوا الا بعد

أن وقعت الفأس في الرأس، وبعد أن وجهت لهم إسرائيل ضربة ساحقة وقضت على الصف الأول من القيادات الإيرانية العسكرية، واغتالت مجموعة من العلماء الذين يعدون كنز ثمين بالنسبة لإيران.

لقد أدرك الإيرانيون إن التعويل على الدب الروسي كان خطأ قاتل وحماقة كبيرة، وأن عليهم الاعتماد على أنفسهم فقط، فخذلان روسيا لحليفتها إيران ليس أمر مستغرب ولا هو بالشيء الجديد، فالدولة الروسية لها تاريخ طويل في هذا المجال، فقد خذلت العراق وليبيا، بل انها حتى لم تتمكن من حماية بني جلدتها الصرب، وتركت حلف الناتو يقصفهم ليل نهار، دون أن تطلق رصاصة واحدة، رغم ان الصرب والروس هم من عرقية واحدة.

روسيا لم تكتفي بهذا الخذلان، بل طمأنت الرئيس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وازالت مخاوف إسرائيل، وأكدت انها لا تنوي تزويد إيران بالأسلحة النووية، وجاء هذا التأكيد على لسان نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف مبررا ذلك بأن هذا يندرج تحت بند منع انتشار الأسلحة النووية، وقد نشر تغريدة قال فيها" روسيا لا تنوي تزويد إيران بأسلحة نووية، لأننا على عكس إسرائيل، نحن طرف في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.