قال المحلل السياسي اليمني، خالد سلمان، انه في أعقاب معركة الـ12 يومًا في البحر الأحمر، يقرأ مراقبون تحركات جماعة الحوثي على أنها محاولة لفرض واقع جديد داخليًا وإقليميًا، في ظل المتغيرات المتسارعة، خصوصًا ما يتعلق بالتسوية المحتملة مع إيران، والتي يُرجح أن تُفرض من موقع "المنتصر والمهزوم"، لا على قاعدة الندية.

وبحسب سلمان، يدرك الحوثيون أن تداعيات المواجهات الأخيرة، وتراجع التمويل الإيراني المحتمل، نتيجة ضغوط دولية على طهران، قد تُضعف من قدرتهم على الاستمرار بذات القوة، ما يدفعهم للتفكير بخيارات بديلة تؤمّن الاستمرارية المالية والسياسية.

ولفت سلمان الى ان التقديرات تشير إلى أن الجماعة تستعد للتصعيد مجددًا في مناطق الثروات، خصوصًا في مثلث شبوة ومأرب وحضرموت، حيث تضع عينها على مصادر النفط والغاز كأداة تمويل ذاتي لتعويض أي نقص في الدعم الخارجي، خاصة بعد القرار الحوثي السابق بمنع تصدير النفط من مناطق الشرعية.

وتابع سلمان: "في المقابل، تطالب الحكومة اليمنية واشنطن والمجتمع الدولي بالضغط على الحوثيين لرفع الحظر عن تصدير النفط، واستعادة تدفق الإيرادات التي تمثل شريانًا اقتصاديًا رئيسيًا للبلاد، بينما تعمل الجماعة على توسيع رقعتها الجغرافية وترسيخ نفوذها عبر القوة".

ويرى سلمان أن الحوثي يسعى لتقديم نفسه كرقم صعب في أي تسوية سياسية قادمة، سواء في زمن الحرب أو في مرحلة التفاوض، بينما تعاني الشرعية من انقسامات داخلية وصراعات حول تقاسم المناصب والسلطة، وهو ما يُضعف موقفها التفاوضي ويعزز موقع الجماعة.

ويؤكد مسلمان أن حسم هذه المعادلة لا يعتمد على التوازنات الداخلية بقدر ما هو مرتبط بقرار إقليمي ودولي، قد يعيد صياغة المشهد اليمني وفق معطيات ما بعد المواجهات في البحر الأحمر، وما ستؤول إليه مخرجات التفاهم مع إيران.