بمناسبة اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب، عقدت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، اليوم، سلسلة جلسات استماع فردية وجماعية لعدد من الضحايا الذين تعرضوا لتعذيب وحشي وسوء معاملة داخل مراكز الاحتجاز التابعة لمليشيات الحوثي المدعومة من النظام الإيراني.

الجلسات التي ترأسها عضوا اللجنة، القاضي ناصر العوذلي والقاضية إشراق المقطري، كشفت عن شهادات صادمة لضحايا تحدثوا بصوت مكلوم عن صنوف التعذيب الجسدي والنفسي التي تعرضوا لها، والتي تنوعت بين الصعق بالكهرباء، والضرب بالعصي، والتعليق لفترات طويلة، والخنق، إضافة إلى التهديدات والحبس الانفرادي في ظروف احتجاز تفتقر لأبسط المعايير الإنسانية والقانونية.

وأشار الضحايا إلى أن أساليب التعذيب لم تكن حالات فردية، بل نمطاً ممنهجاً طال محتجزين في سجون متعددة وعلى فترات طويلة، ما أدى في بعض الحالات إلى الوفاة نتيجة الإهمال الطبي والتعذيب المفرط. وطالب المشاركون بتحقيق العدالة والإنصاف، مؤكدين على حقهم في جبر الضرر ورد الاعتبار، استناداً إلى القوانين الوطنية والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان.

من جهتها، شددت اللجنة الوطنية على التزامها بمواصلة التحقيقات الميدانية في مثل هذه الانتهاكات، التي تصاعدت حدتها مع استمرار النزاع المسلح في اليمن. ودعت اللجنة إلى الوقف الفوري للتعذيب والمعاملة اللاإنسانية بحق المحتجزين والمخفيين قسرياً، وضمان احترام كرامتهم وحقوقهم.

كما طالبت اللجنة السلطة القضائية بتحمل مسؤولياتها في محاسبة الجناة، ووقف سياسة الإفلات من العقاب، مؤكدة في الوقت ذاته أهمية توفير برامج متكاملة للتعافي والتأهيل النفسي والاجتماعي والصحي لضحايا التعذيب وأسرهم، بدعم من الحكومة والمنظمات الدولية والمجتمع الدولي.