منعت النقاط الأمنية التابعة لمليشيات الحوثي في محافظة تعز دخول نسخ من كتاب "فضاء لا يتسع لطائر" للنائب أحمد سيف حاشد، واحتجزت أربع نسخ منه كانت مهداة لشخصيات عامة في العاصمة صنعاء، في إجراء يُظهر سياسة منهجية لاستهداف الكتب والمثقفين.

وفقًا للنائب حاشد، أوقفت نقطة القاعدة الأمنية في منطقة "الحوبان"، التابعة لمليشيات الحوثي، السيارة التي كانت تحمل النسخ الأربع من الكتاب، وقام عناصر المليشيات بمصادرتها خلال عملية التفتيش.

ورفض قائد النقطة، المُسمى سلطان الورد، إعادتها إلا بموجب "أمر عملياتي"، وكأنها أسلحة أو مواد ممنوعة، وفقًا لوصف حاشد.

وأضاف حاشد أن العناصر الحوثية حرّرت إفادة استلام تؤكد مصادرة الكتاب بناءً على "توجيهات عملياتية"، فيما ظلت النسخ محتجزة منذ 18 يونيو/حزيران 2025، دون أي مبرر قانوني أو إجراء واضح.

سياسة منهجية ضد الكتب والمثقفين

تُشير هذه الحادثة إلى سياسة أوسع تنتهجها المليشيات الحوثية في منع دخول الكتب إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها، وخاصة العاصمة صنعاء.

فقد سبق أن تم الإبلاغ عن حالات مماثلة في نقاط التفتيش التابعة للمليشيات، حيث يتم مصادرة الكتب والمطبوعات دون سند قانوني، في إجراء يُعتبر انتهاكًا صارخًا لحقوق التعبير والوصول إلى المعرفة.

ويبدو أن سلطة المليشيات تتعامل مع الكتب وكأنها "تهديد أمني"، ما يُظهر عداءً واضحًا للمثقفين والكتّاب، ويُضيف إلى سجلها الحافل بإغلاق المساحات الثقافية وتكميم الأفكار.

ردود فعل متوقعة

من المتوقع أن تُثير هذه الواقعة استنكارًا واسعًا من قبل الناشطين والمنظمات الحقوقية، خاصة في ظل استمرار تقييد الحريات الأساسية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

كما يُتوقع أن يُعاد فتح النقاش حول سياسات الرقابة التعسفية التي تمارسها المليشيات، والتي تستهدف بشكل متزايد الإنتاج الفكري والأدبي.

يذكر أن كتاب

"فضاء لا يتسع لطائر"

يتناول قضايا فكرية وسياسية، لكن محتواه لم يُكشف عنه علنًا كسبب للمصادرة، مما يدفع إلى الاعتقاد بأن القرار جاء ضمن حملة أوسع لقمع الرأي المختلف.