في خضم توتر متصاعد، تثير تقارير استخباراتية أميركية جديدة جدلاً واسعاً حول مدى نجاح الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة وإسرائيل ضد المنشآت النووية الإيرانية. بينما يؤكد البيت الأبيض أن العملية “قضت على البرنامج النووي الإيراني بالكامل”، تشير مصادر استخباراتية إلى أن بعض المنشآت لم تُدمّر بشكل كامل، ما يفتح الباب أمام احتمال استمرار القدرات النووية لطهران أو استعادتها سريعاً.

شبكة “سي إن إن” الأميركية كشفت عن تقييمات أولية تقول إن المنشآت الحساسة في مواقع فوردو ونطنز وأصفهان تعرضت لأضرار، لكنها ليست مدمرة بالكامل، مما يثير تساؤلات حول فعالية العملية العسكرية التي كانت تهدف إلى “شلّ البرنامج النووي الإيراني”. وفي الوقت نفسه، يفتقر المجتمع الدولي لتأكيدات مستقلة من وكالة الطاقة الذرية.

على العكس، شددت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت على أن الضربات كانت “ناجحة بكل المقاييس” وأن إيران لن تستطيع استعادة قدراتها النووية “في المستقبل القريب”. وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منتقدًا وسائل الإعلام التي شككت في العملية، أن الضربات كانت “عملية عسكرية دقيقة وساحقة” أزالت “تهديداً نووياً حقيقياً من المنطقة”.

وتشير مصادر إعلامية مثل صحيفة “ديلي بيست” إلى أن البيت الأبيض يخطط لنشر صور الأقمار الصناعية وبيانات استخباراتية لدعم روايته، في محاولة لتفنيد التقارير المشككة.

ومع ذلك، يؤكد خبراء نوويون مثل جيمس أكتون وجيفري لويس أن الضربات ربما أوقفت البرنامج مؤقتًا، لكنها لم تنه قدرته على التعافي، مشيرين إلى أن المنشآت المستهدفة محصنة تحت الأرض بشكل كبير، وأن استئناف العمل قد يستغرق فقط عدة أشهر.

حتى الآن، لم تصدر الوكالة الدولية للطاقة الذرية أي بيان رسمي حول حجم الضرر، وسط دعوات دولية لإرسال فرق تفتيش مستقلة للتحقق من الواقع، في انتظار أن تكشف الأيام القادمة حقيقة ما إذا كان البرنامج النووي الإيراني قد انتهى أم أنه مستمر في الظل.

المصدر

مساحة نت ـ رزق أحمد