أفادت مصادر ميدانية مطّلعة بأن مليشيا الحوثي المدعومة من إيران بدأت خلال الأيام الماضية تنفيذ تحركات عسكرية غير مسبوقة في محافظة مأرب، في مؤشر واضح على نواياها لاستئناف المعارك بغرض السيطرة على المحافظة الغنية بالثروات.

وقالت المصادر إن المليشيا تقوم بعمليات تحشيد غير معلنة وغير مبررة، تشمل الدفع بتعزيزات بشرية ومسلحين مزودين بأسلحة وآليات عسكرية متنوعة نحو المناطق الخلفية القريبة من خطوط التماس في جبهات مأرب.

وأضافت أن هذه التحركات تأتي في ظل حالة هدوء نسبي تشهده الجبهات، ما يشير إلى نوايا تصعيدية تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في المحافظة، ونسف أية جهود متعلقة بالتهدئة أو السلام.

وأكدت المصادر أن المليشيا الحوثية ركزت تحركاتها في محاور عدة، أبرزها الجبهات الشمالية والغربية، حيث شوهدت قوافل عسكرية تضم دبابات ومدرعات وأطقم مسلحة تتحرك ليلاً لتفادي الرصد والاستهداف.

وتأتي هذه التحشيدات في وقت يعاني فيه المواطنون في مناطق سيطرة الحوثيين من تدهور معيشي كبير، ما يثير تساؤلات حول أولويات الجماعة التي تستنزف الموارد في معارك جديدة بدلًا من الاستجابة لمعاناة السكان.

وتُعد محافظة مأرب من أبرز المحافظات التي فشلت مليشيا الحوثي في السيطرة عليها بالكامل، رغم محاولاتها المستمرة منذ سنوات، نظرًا لبسالة القوات الحكومية ورجال القبائل، والدعم الشعبي الواسع للشرعية.

ويخشى مراقبون أن تؤدي هذه التحركات إلى تصعيد عسكري واسع في قادم الأيام، قد يعيد المحافظة إلى دائرة المواجهات العنيفة، ويضاعف من معاناة المدنيين في المنطقة.