أطلقت ثلاث وكالات تابعة للأمم المتحدة تحذيراً مشتركاً من كارثة غذائية وشيكة تهدد اليمن، في ظل تصاعد خطير لانعدام الأمن الغذائي وتدهور الأوضاع الإنسانية والاقتصادية، خاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دولياً.

وقالت منظمة الأغذية والزراعة (فاو)، وبرنامج الأغذية العالمي (WFP)، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، في بيان مشترك، إن أكثر من نصف السكان في هذه المناطق غير قادرين على تأمين احتياجاتهم الأساسية من الغذاء، مشيرين إلى أن نحو 4.95 مليون شخص يعانون حالياً من مستويات حرجة من الجوع، مع توقعات بارتفاع العدد إلى 5.38 مليون شخص بين سبتمبر 2025 وفبراير 2026.

وأظهرت بيانات “التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي” (IPC) أن الفئات الأكثر تضررًا تشمل النازحين داخليًا، وسكان المناطق الريفية الفقيرة، إلى جانب النساء والأطفال، حيث يعاني نحو 2.4 مليون طفل دون سن الخامسة، و1.5 مليون امرأة حامل أو مرضعة، من سوء تغذية حاد يهدد حياتهم في ظل ضعف الاستجابة الصحية.

وأرجعت الوكالات هذا التدهور الخطير إلى جملة من العوامل، أبرزها استمرار النزاع المسلح، والانهيار الاقتصادي، وتدهور سعر العملة المحلية، إلى جانب آثار التغير المناخي مثل الفيضانات وتفشي الجراد الصحراوي، التي ألحقت أضرارًا كبيرة بالإنتاج الزراعي.

ودعت الوكالات الأممية المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لزيادة التمويل الإنساني، وتوسيع نطاق عمليات الإغاثة، مع التأكيد على ضرورة دعم مشاريع التنمية المستدامة التي تضمن مصادر عيش ثابتة، للحد من تفاقم الأزمة ومنع انزلاق الأوضاع نحو كارثة إنسانية أعمق.