-

في خطوة تصعيدية تهدد بتفاقم أزمة الكهرباء المنهكة أصلاً في العاصمة عدن ودفعها نحو ظلام شبه كامل مع دخول فصل الصيف اللاهب، أعلنت اللجنة العمالية لموظفي قطاع S2 النفطي في حقل العقلة بمحافظة شبوة، عن إيقاف شامل لعمليات ضخ النفط الخام ابتداءً من يوم غدٍ الأحد، الموافق 22 يونيو 2025.

ويأتي هذا القرار، الذي وصفه مراقبون بأنه "رصاصة الرحمة" على خدمة الكهرباء في عدن، ليجعل محطة كهرباء الرئيس، الشريان الرئيسي للطاقة في العاصمة، الضحية المباشرة والأسيرة لصراع حقوقي بعيد عنها جغرافياً.

وفي مذكرة رسمية تحمل طابع الإنذار الأخير، وجهتها اللجنة العمالية إلى وزير النفط والمعادن، الدكتور سعيد الشماسي، وحصلت وسائل الإعلام على نسخة منها، أكد العمال أن صبرهم قد نفد. وجاء في المذكرة: "نظراً لعدم تلبية أولويات القطاع الضرورية... نلفت عنايتكم إلى أن اللجنة قد اضطرت إلى تعليق العمليات اضطرارياً، ما لم توجد حلول عاجلة".

القرار لم يكن وليد اللحظة، بل جاء بعد اجتماع حاشد لموظفي الحقل يوم الجمعة، تقرر فيه بالإجماع تعليق ضخ النفط الخام "حتى يتم استكمال الترتيبات الأساسية (القانونية والخدمية والحقوقية)"، في إشارة واضحة إلى تجاهل السلطات لمذكراتهم ومطالبهم السابقة.

وبينما تؤكد اللجنة العمالية أن قرارها جاء بعد استنفاد كافة الطرق الودية، يبقى سكان عدن هم من سيدفعون فاتورة هذا التجاهل الحكومي، حيث يستعدون لمواجهة انقطاعات طويلة للتيار الكهربائي قد تشل حياتهم اليومية بالكامل، في وقت يأمل فيه العمال أن "تنال مطالبهم اهتمام الوزارة والاستجابة العاجلة لما فيه المصلحة العامة".