في خطوة احترازية تعكس تصاعد التوترات في المنطقة، شهدت قاعدة العديد الجوية في قطر، وهي إحدى أكبر المنشآت العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، إخلاءً شبه كامل من الطائرات الأمريكية خلال الأسبوعين الماضيين، وفق ما كشفته تقارير إعلامية وتحليلات لصور أقمار صناعية حديثة.

وبحسب وكالة "أسوشيتد برس"، أظهرت صور ملتقطة عبر الأقمار الصناعية بين 5 و19 يونيو الجاري انخفاضاً لافتاً في أعداد الطائرات داخل القاعدة، من قرابة 40 طائرة إلى ثلاث طائرات فقط. وتضمنت الطائرات التي جرى سحبها مقاتلات هجومية وطائرات استطلاع وطائرات نقل من طراز C-130 هيركوليس، إلى جانب طائرات مسيرة متقدمة.

وتأتي هذه الخطوة في ظل استمرار التوترات العسكرية في المنطقة، خاصة مع تصاعد المواجهة بين إيران وإسرائيل، وتحذيرات متزايدة من إمكانية اتساع نطاق المواجهة إلى مناطق الخليج. وتبعد قاعدة العديد مسافة تقل عن 300 كيلومتر من السواحل الإيرانية، ما يجعلها ضمن مدى أي هجمات صاروخية محتملة.

وكانت السفارة الأمريكية في الدوحة قد أصدرت تحذيراً أمنياً لموظفيها دعتهم فيه إلى توخي الحذر وتقليص الحركة داخل محيط القاعدة، مشيرة إلى "أعمال عدائية مستمرة على المستوى الإقليمي"، دون ذكر تفاصيل إضافية.

وتعد قاعدة العديد مركزاً رئيسياً للعمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، حيث تستضيف أكثر من 10 آلاف جندي أمريكي، إلى جانب مقار قيادة عمليات سلاح الجو الأمريكي في المنطقة، وتلعب دوراً محورياً في عمليات المراقبة الجوية والتحكم في المجال الجوي الإقليمي.

حتى الآن لم تصدر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أي توضيح رسمي حول طبيعة أو وجهة إعادة انتشار الطائرات المنسحبة، فيما تشير تقارير إلى نقلها إلى قواعد بديلة في مناطق أبعد عن احتمالات الاستهداف.