رسم قائد الحوثيين (أنصار الله) عبد الملك الحوثي مشهداً مختلفاً للمنطقة، حيث أكد أن الضربة الإيرانية الأخيرة ضد إسرائيل نقلت الكيان إلى “وضع غير مسبوق” في تاريخه، ووجه في الوقت ذاته رسائل حازمة للدول العربية بشأن السماح باستخدام أجوائها في العدوان الإسرائيلي.

وأوضح الحوثي في خطاب متلفز ألقاه مساء الخميس،أن الرد الإيراني، بوصفه “مدمراً وفعالاً”، لم يسبق للعدو الإسرائيلي أن واجه مثيلاً له، حتى خلال حروبه مع الأنظمة العربية.

وأضاف أن “الصهاينة باتوا يعيشون حالة من الرعب الوجودي دفعت البعض للهروب عبر البحر إلى قبرص”، وسط تعتيم إعلامي إسرائيلي مشدد يمنع توثيق الخسائر الكبيرة، وفق تعبيره.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة “تواطأت مع العدوان”، ليس فقط بتوفير الغطاء السياسي والعسكري، بل عبر ما وصفه بـ”الخداع الاستراتيجي” باستخدام المفاوضات كغطاء للتحضير للهجوم على إيران، معتبراً ذلك فضيحة سياسية وأخلاقية تتحمل واشنطن مسؤوليتها.

وتطرق الحوثي إلى ملف إيران النووي، مؤكداً أن طهران قدمت كل ما يثبت التزامها بعدم السعي لامتلاك سلاح نووي، لافتاً إلى أن الخطر الحقيقي يكمن في الترسانة النووية التي يمتلكها كل من إسرائيل والولايات المتحدة، مستذكراً استخدام الأخيرة للسلاح النووي في اليابان.

وفي ما يتعلق بالوضع الداخلي الإيراني، شدد الحوثي على أن الجمهورية الإسلامية ثابتة وقوية وأن تماسكها الشعبي والرسمي كبير، مشيراً إلى أن إسرائيل لن تتمكن من تحقيق نصر أو فرض هزيمة” على دولة بحجم ومكانة إيران.

وعن المواقف العربية، اعتبر الحوثي أن الدول التي تفتح أجواءها أمام الطيران الإسرائيلي تتحول فعلياً إلى طرف في الحرب، حتى لو أعلنت حيادها.

وخصّ بالذكر العراق، داعياً إياه إلى اتخاذ موقف واضح ورفض استباحة أجوائه، مشيراً إلى أن العدو الإسرائيلي استخدم أجواء الأردن وسوريا والعراق في عدوانه، وهو ما يتطلب تحركاً سياسياً وشعبياً جاداً.

وفي ختام كلمته، رفض الحوثي التصريحات الأمريكية التي تتحدث عن “استسلام غير مشروط” لإيران، واصفاً تلك التصريحات بالهراء، موضحاً أن إيران دولة مسلمة حرة، قوية وأصيلة، ولا يمكن مقارنتها بكيان استيطاني هش يعتمد على المرتزقة وجوازات السفر الجاهزة للهروب.