خاص – قال الخبير العسكري العميد محمد الكميم إن الضربة الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت رئيس أركان ميليشيا الحوثي في العاصمة المحتلة صنعاء مثّلت تحولًا نوعيًا في قواعد الاشتباك، مؤكدًا أن الميليشيا لم تنفذ منذ العملية أي هجوم جديد تجاه إسرائيل، رغم مرور أربعة أيام متتالية.

وأوضح الكميم، في منشور على صفحته بـ”فيسبوك”، أن الضربة لم تكن فقط عسكرية، بل حملت أبعادًا نفسية واستخباراتية بالغة الدقة، مشيرًا إلى أن بنك الأهداف الإسرائيلي بات أكثر تحديدًا، وأن الاختراق وصل إلى عمق القيادة العسكرية للحوثيين.

وأضاف أن الضربة أسفرت، وفق تأكيدات ميدانية، عن مقتل أو إصابة عدد من القيادات العسكرية النوعية، بينهم خبراء في إطلاق الصواريخ الباليستية، ما أدّى إلى شلل مؤقت في اتخاذ القرار داخل الصف القيادي للميليشيا.

وأشار الكميم إلى أن إسرائيل لم تعد تكتفي باستهداف البنى التحتية كما في السابق، بل باتت تضرب مباشرة في مركز القيادة، الأمر الذي حرم الحوثيين حتى من الإحساس بالأمان داخل العاصمة صنعاء، التي لطالما اعتبروها منطقة محصّنة.

وفي السياق نفسه، لفت إلى أن الضربات الإسرائيلية، وخاصة تلك التي طالت ميناء الحديدة، أدت إلى تعطل طرق التهريب والإمداد التي كانت تغذي المنظومات العسكرية للحوثيين، ما ضاعف من الضغوط الاقتصادية على الجماعة المسلحة.

وأكد أن الميليشيا باتت لأول مرة في موقف دفاعي واضح، في ظل استنزاف مستمر بفعل الضربات الأمريكية من جهة، واحتمال تلقي ضربات إسرائيلية أوسع تطال الصف الأول من جهة أخرى.

وشدد الكميم على أن التوقف الحوثي عن الهجمات لا ينبع من قرار تكتيكي واعٍ، بل من عجز حقيقي وخوف من تداعيات أي تصعيد إضافي، معتبرًا أن التصريحات المتكررة عن “نصرة غزة” تحوّلت إلى مجرد دعاية إعلامية مكشوفة.

واختتم بالقول إن الرسالة الإسرائيلية وصلت بوضوح، وفرضت واقعًا جديدًا في صنعاء، حيث لم تعد الميليشيا قادرة على المناورة، وأصبحت أدوات إيران في اليمن محاصرة أمام خيارين: الانكفاء أو التعرّض لإنهاء مباغت.