مع تزايد عمليات سرقة المركبات والصعوبات التي تواجهها الشركات والمؤسسات التجارية في إدارة أساطيلها، برزت أهمية خدمة التتبع عن بُعد كحل تكنولوجي أمثل لمراقبة المركبات، ومساعدة رؤوس الأموال في تأمين ممتلكاتهم وتحسين أدائهم الإداري والرقابي أيضًا.

وفي عالم تتسارع فيه وتيرة التحول الرقمي، أصبحت خدمات التتبع عن بُعد حاجة ماسة وعنصرًا أساسيًا في بناء اقتصاد ذكي، يعتمد على البيانات والمعلومات الدقيقة في اتخاذ القرارات. وتزداد أهمية هذه الخدمات في البلدان التي تسعى إلى تجاوز التحديات التنموية، كما هو الحال في اليمن.

التتبع عن بُعد: من رفاهية إلى ضرورة

تمثل أدوات التتبع والتحكم عن بُعد رافعة مهمة لتحسين الأداء في قطاعات النقل والخدمات اللوجستية وإدارة الأساطيل، بما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد الوطني ككل.

بالتالي، لم تعد تقنيات التتبع عن بُعد مجرد حلول تكميلية أو مخصصة للشركات الكبرى، بل باتت ضرورة ملحة لأي منظومة اقتصادية حديثة تسعى لتحقيق الكفاءة وتقليل الفاقد وتعزيز الشفافية. من خلال نظم تحديد المواقع (GPS) وتقنيات إنترنت الأشياء (IoT)، يمكن متابعة حركة المركبات والسلع لحظة بلحظة، وتحليل البيانات المتعلقة بالاستهلاك، وسلوك السائقين، وحالة المركبات، وحتى العوامل البيئية. كل ذلك يساهم في تقليل النفقات التشغيلية، وتحسين جودة الخدمات، والحد من الفساد أو سوء الاستخدام.

“يمنتراك”.. ريادة محلية في مسار التحول الرقمي

رغم التحديات الكبيرة التي يواجهها الاقتصاد اليمني، شكل اعلان تأسيس

شركة يمنتراك المحدودة

في اليمن عام 2008/2009، بمثابة نقطة انطلاق نحو تعزيز الرقمنة والإدارة الذكية للموارد، خاصة في قطاع النقل الذي يعاني من الفوضى، وضعف الكفاءة.

وكأول شركة يمنية تقدم خدمات التتبع عن بعد، تمكنت “يمنتراك” من تقديم خدمات التتبع عن بعد، تتبع المركبات.. الأصول، إدارة الأسطول، خدمات ميدانية، عبر أجهزة تتبع حديثة تعتمد على تقنية GPS، شبكات GSM/CDMA/الأقمار، وتحديثات منتظمة للخرائط داخل اليمن. ونجحت بالتعاون مع الأجهزة الأمنية، ومن خلال التتبع عن البعد، في استرجاع 98 % من المركبات المسروقة_بحسب تقارير رسمية.

والحقيقة، تفتخر شركة يمنتراك المحدودة، بريادتها اليوم في توفير حلول متطورة تحافظ على الممتلكات من خلال تغطية شاملة في عموم اليمن، تتيح لعملائها المتابعة لحظة بلحظة، ودعم فني محلي بكل المحافظات، يسهل التدخّل السريع.

ف “يمنتراك”، تمكنك من مراقبة مستوى الوقود في مركبتك عن بعد، وتحميها من السرقة أو الوقوع في مشاكل أخرى.. كما تعزز من كفاءة إدارة الشركات لأسطولها، وتقليل الأعطال والأخطاء البشرية، من خلال تتبع دقيق وتقارير تفصيلية تشمل (المسافة، السرعة، أوقات التشغيل)، ما يحسن لديها القدرة على التخطيط اللوجستي، وأتمتة خدماتها الميدانية، مما يعزز فعالية أدائها الرقابي وتحقيق أعلى مستويات الحماية والإنتاجية.

نحو تعزيز ثقافة الاقتصاد الذكي

تعد شركة يمنتراك نموذج يمني رائد، في خدمات التتبع عن بُعد. استطاعت أن تفرض نفسها كلاعب رئيسي في سوق الاقتصاد الذكي، بتقديمها حلول مبتكرة تراعي احتياجات الأفراد، وكذا الشركات والمؤسسات، من خلال توفير منظومة متكاملة لمراقبة المركبات وإدارتها، مما يمكن الجهات من تحسين كفاءة أساطيلها، وتقليل استهلاك الوقود، ومتابعة المهام الميدانية، اضافة إلى الحصول على بيانات تشغيلية تمكنها من اتخاذ قرارات استراتيجية مبنية على التحليل والمعرفة.

ومن هنا يمكن القول أن مسار الاقتصاد الذكي في اليمن يبدأ من تبني نماذج تقنية ناجحة ك “يمنتراك” وتوسيع نطاق استخدامها في مختلف القطاعات الحيوية، مع دعم السياسات المشجعة على الابتكار والتحول الرقمي.

حيث تكمن أهمية “يمنتراك” في قدرتها على تجسيد الفائدة العملية المباشرة للتكنولوجيا، وربطها بحاجة المجتمع والسوق، وبالتالي بناء ثقة مجتمعية بأهمية هذه الحلول.

خاتمة:

في ظل المتغيرات المتسارعة عالميًا، لا يمكن لليمن أن يبقى معزولًا عن موجة التحول نحو الاقتصاد الذكي. ويُعد تبني خدمات التتبع عن بُعد خطوة أولى نحو تحسين الإنتاجية، وترشيد الموارد، ومكافحة الفساد والهدر. ومن خلال دعم التجارب المحلية الرائدة مثل يمنتراك، يمكن تمهيد الطريق نحو اقتصاد أكثر مرونة وكفاءة.

باختصار تعد “يمنتراك” واجهة تقنية موثوقة، تجمع بين الابتكار والخبرة المحلية في تقديم خدمات التتبع عن بعد، وهي اليوم تلعب دورًا بارزًا في البحث عن آفاق تقنية جديدة وحلول ناجحة لمختلف اشكاليات سوق الاقتصاد الذكي.