يمن إيكو|أخبار:

سجّلت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا ارتفاعاً لليوم السادس على التوالي، في أطول موجة صعود منذ قرابة شهر، مدفوعة بتزايد المخاوف من تعطل الإمدادات نتيجة التصعيد العسكري المتواصل بين إيران وإسرائيل وتأثيراته المحتملة على حركة الشحن في مضيق هرمز. وفقاً لتقرير نشرته “بلومبرغ الشرق” ورصده موقع “يمن إيكو”.

وحسب بلومبرغ، فإن سعر العقود المستقبلية الهولندية تسليم الشهر التالي بلغت 39.69 يورو للميغاواط/ساعة، بزيادة 1%، عن تداولات أمس الثلاثاء.

ويأتي هذا الارتفاع في ظل مخاوف حقيقية من أن تلجأ إيران إلى استهداف ناقلات الغاز أو إغلاق المضيق، في رد فعل محتمل على الهجمات الإسرائيلية المتكررة على منشآتها النووية، رغم أن طهران حتى اللحظة لم تشر إلى أي نوع من التهديدات الموصولة بالمضيق.

وأظهرت بيانات “بلومبرغ” البحرية أن ثلاث ناقلات غاز تتجه شمالاً تنتظر خارج المضيق، وسط ترقب شديد لأي تغيير في الأوضاع الأمنية. وكانت قطر، أحد أبرز مصدّري الغاز، قد طلبت من بعض سفنها تأجيل دخول المضيق إلى حين استقرار الوضع، في خطوة احترازية تعكس حساسية المرحلة.

وحذّر خبراء في “ريستاد إنرجي” من أن أي تعطيل في الملاحة سيؤدي إلى ارتفاعات كبيرة في الأسعار، خاصة في الأسواق الأوروبية التي تعتمد على الغاز المسال بشكل كبير، مشيرين إلى أن الحفاظ على انسياب التجارة عبر هرمز يمثل مصلحة مشتركة لجميع دول الخليج.

وفي المقابل، توقع محللو “سيتي غروب” أن تظل أسعار الغاز الأوروبي أكثر عرضة للارتفاع من النفط، نظراً لشح المعروض في سوق الغاز المسال مقارنةً بالنفط. وأشاروا إلى أن تأثير الصدمات الجيوسياسية يكون أكثر وضوحاً على أسعار النفط فوراً، لكن تداعياته على الغاز تدوم لفترة أطول بسبب طبيعة السوق وهيكل الإمدادات.

ويُعد مضيق هرمز أحد أهم الممرات الحيوية لتجارة الطاقة، حيث يمرّ عبره نحو 20% من تجارة الغاز المسال العالمية، ما يجعل أي اضطراب فيه مصدر قلق حاد للأسواق، حيث حذر الخبراء والمختصون من خطورة التصعيد الإسرائيلي ضد إيران، ورغم دخول الهجمات المتبادلة بين الجانبين منذ فجر الجمعة الماضية، لا تزال سفن الغاز المُسال المُحمّلة المتجهة جنوباً تمر حتى الآن عبر المضيق دون عقبات، بينما تنتظر ثلاث ناقلات متجهة شمالاً خارج الممر الملاحي، ويُحتمل أن تنضم إليها سفينة أخرى الأربعاء، بحسب بيانات “بلومبرغ” لتتبع السفن.