لطالما كانت الحوطة عاصمة محافظة لحج مركزا ثقافيا وجماليا يشار إليها بالبنان ..لما تحويه من قصور سلاطينية وحدائق ..بالإضافة لكونها قبلة الشعراء والمثقفين والتجار .

وها هي اليوم تقف على رجليها من جديد نافضة عنها غبار سنوات "اللإستقرار" ..إذ تبدو شوارعها العامة نظيفة، ولم تعد تعكر صفوها "مياه الصرف الصحي" حيث تم تغيير الشبكة القديمة في العام 2023 بشكل تام ..ولصالح الحوطة ، بالإضافة إلى مشاريع الإستدامة البيئية حيث تم تحويل عدد من مكبات النفاية والمستنقعات الراكدة إلى متنفسات جميلة ..مما جنب المواطنين إلى انتشار الكثير من الأمراض التي كانت متواجدة بكثرة .

كما كان لإعادة تنظيم الشارع الرئيسي وإعادة الباعة إلى سوقي الخضار والأسماك الفضل الكبير في اختفاء تلك المناظر غير المستحبة نتيجة رمي مخلفات الباعة هناك .

لم تعد أكوام القمامة ملقاة على قارعة الطريق في الشوارع العامة ..بل حلت محلها المجسمات والإستراحات النظيفة .

وما يلفت الإنتباه هو مكتب السلطة المحلية بالحوطة الذي يستقبل جميع المواطنين دون تحرج ..وتقديم اللازم قدر المستطاع .وحضور الجميع في أوقات دوام مبكرة للعمل الجاد .

إن هذا لم يكن ليحدث لولا جهود السلطة المحلية بمديرية الحوطة و إصرارها الدؤوب على قلب الطاولة لصالح الناس، مستعينين بدعم المحافظة والمنظمات العاملة وبتمويل السلطة المحلية نفسها لعديد من المشاريع الخدمية .

ولا يعني ذلك أن الأمر قد بلغ مرحلة الكمال ..فهو لله وحده ..ولا زالت أمام السلطة المحلية كثير من المشاريع التي يأمل أهالي الحوطة في تنفيذها ..بالإضافة إلى عدة أماكن بحاجة لإعادة الترميم أسوة بتلك التي أصبحت كما أسلفنا نموذج للبيئة النظيفة، كما لا يخلُ الأمر من مواضع يُرجى إعادة النظر فيها وتصحيحها لصالح الناس .

إنّ المتجول في شوارع الحوطة عصرا وهي تعجّ بالمواطنين من كافة حاراتها وكافة قرى تبن .. يساوره شعور بالإطمئنان بأن هذا الشعب لن يُهزم بإذن الله..شعب محب للحياة ..محب للخير ..ومرحب بالجميع ..ويستحق هذا الشعب أن يكون بأحسن حال ..وشوارعه نظيفة آمنة مستقرة .. وإن نغّصها الغلاء المتسارع المتزامن مع ارتفاع سعر الصرف .

في هذه الظروف الإستثنائية في المحافظات المحررة وفي ظل وقوع عدد من المدن الكبيرة بالمحافظات المجاورة فريسة للمستنقعات الآسنة التي ما زالت تملأ شوارعها ..والقمامة على حالها ..كانت مدننا تجتهد لأجل الصالح العام ..ووجب علينا التذكير بجهودها .

دعواتنا للسلطة المحلية بالمزيد من العمل والبناء لتصبح مثلما تستحق ..ومثلما كانت منارة شاهدة على التقدم والتفوق لصالح الإنسان .