في خضم التوترات المتصاعدة بين إيران وإسرائيل، تبرز ظاهرة لافتة في العقيدة العسكرية الإيرانية، وهي توقيت تنفيذ الضربات الصاروخية خلال ساعات الليل، ورغم أن الظلام يوفر غطاء طبيعيا للهجمات، فإن اختيار هذا التوقيت لا يتعلق فقط بالرؤية المحدودة، بل يقوم على أسباب عسكرية وتقنية ونفسية متشابكة.

والليل يشكل عنصرًا استراتيجيًا في العقيدة الصاروخية الإيرانية، حيث تسعى طهران من خلاله إلى تحقيق ثلاثة أهداف، خفاء التحركات، مفاجأة الخصم، وإثارة الرعب بين الإسرائيليين.

اقرأ المزيد...

رئيس منظمة( cpco) تستقبل ممثلي منظمة كير بالعاصمة عدن

16 يونيو، 2025 ( 9:30 مساءً )

من واشنطن .. صوت الجنوب يطرق أبواب الكونجرس الأمريكي

16 يونيو، 2025 ( 9:26 مساءً )

وقود الصواريخ الإيرانية.. مفصل حساس في معادلة التوقيت

تُقسم الصواريخ الإيرانية إلى نوعين رئيسيين، الصواريخ الإيرانية ذات الوقود السائل مثل سلسلة شهاب بعيدة المدى، التي تتطلب عملية تزويد معقدة بالوقود والمؤكسد قبل الإطلاق، وهذه العملية تتم عادة من قواعد ثابتة وتستغرق وقتًا، مما يجعلها عرضة للاستهداف بواسطة الأقمار الصناعية وطائرات التجسس، ما يدفع إيران إلى تنفيذها ليلًا لتفادي الرصد.

والصواريخ الإيرانية ذات الوقود الصلب، مثل فاتح-110 وذو الفقار، وهي صواريخ متوسطة وقصيرة المدى، تُملأ مسبقًا داخل الجسم الصاروخي وتُطلق من منصات متنقلة، وهذه الصواريخ أكثر مرونة وسرعة في الإطلاق، لكنها تفتقر إلى إمكانية التعديل أو الإيقاف بعد بدء التشغيل.

تكتيك يتجاوز المدى

إلى جانب التقنيات المستخدمة، يرى الخبراء أن الضربات الليلية تهدف إلى تعزيز الأثر النفسي على الإسرائيليين، حيث يترافق دوي الانفجارات وصفارات الإنذار مع الظلام الدامس، ما يرفع منسوب التوتر ويختبر الجاهزية الأمنية لإسرائيل.

العقيدة الإيرانية.. مزيج من التكنولوجيا والردع النفسي

تعكس هذه الاستراتيجية مبدأ عسكريًا متعدد الطبقات، يجمع بين استخدام منصات إطلاق متحركة، وتنوع أنظمة الدفع، واستغلال الظروف البيئية لصالح العمليات، بما يعزز القدرة على البقاء والمباغتة حتى وإن لم تصل بعض الصواريخ إلى أهدافها بدقة.

وفي النهاية، توقيت الضربة في الحروب الحديثة لم يعد تفصيلًا ثانويًا، بل أصبح جزءًا أساسيًا من معادلة الردع والتأثير، وتستغل إيران الليل كسلاح غير تقليدي يُضاف إلى ترسانتها، بهدف تحقيق أكبر قدر من الفوضى والتشويش على الخصم