كشف مسؤول إيراني رفيع، اليوم الخميس، أن "دولة صديقة في المنطقة" حذرت طهران مؤخرًا من احتمال تعرضها لهجوم عسكري إسرائيلي، دون أن يفصح عن هوية هذه الدولة، في تصريح نقلته وسائل إعلام تركية من بينها قناة "خبر تورك"، التي أفادت بأن الخبر أثار اهتمامًا واسعًا في الأوساط الإعلامية والسياسية داخل تركيا.

ويأتي هذا التحذير بالتزامن مع تقارير غربية تتحدث عن استعدادات إسرائيلية لشن هجوم محتمل ضد إيران، في ظل التوتر المتصاعد بشأن برنامج طهران النووي، ووسط محادثات غير مباشرة بين واشنطن وطهران بشأن اتفاق محتمل لتقليص الأنشطة النووية الإيرانية.

وذكرت تقارير أميركية، أبرزها من شبكة "أن بي سي نيوز"، أن إسرائيل تدرس توجيه ضربة عسكرية لإيران دون التنسيق مع الولايات المتحدة، في خطوة من شأنها أن تمثل تحولًا جذريًا في العلاقة الأمنية بين تل أبيب وواشنطن، التي لطالما دعمت المواقف الإسرائيلية إزاء إيران.

وأفاد التقرير أن إسرائيل تزداد جدية في خططها لشن ضربة أحادية، في ظل ما تعتبره "تنازلات مرفوضة" يجري التفاوض حولها ضمن الاتفاق المحتمل بين واشنطن وطهران، وخاصة ما يتعلق بتخصيب اليورانيوم.

ورأى محللون أن قرار إجلاء الموظفين غير الأساسيين من السفارات الأميركية في بعض دول المنطقة، لا سيما العراق، قد يشير إلى أن الإدارة الأميركية لا تعارض بالضرورة أي تحرك إسرائيلي عسكري محتمل، وهو ما يعزز المخاوف من انزلاق المنطقة نحو مواجهة أوسع.

وفي هذا السياق، صرّح مايكل نايتس، الباحث في معهد واشنطن، أن هذه التحركات تحمل رسائل ضمنية لطهران بأن واشنطن قد لا تقف عائقًا أمام أي عملية إسرائيلية، خصوصًا في حال استمرار التعثر في المفاوضات النووية.

يُذكر أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب كان قد أبدى انزعاجه من بطء التقدم في المحادثات مع إيران، متهما طهران بالتشدد، ومؤكدًا أن الولايات المتحدة "لا يمكنها السماح باستمرار تخصيب اليورانيوم"، ما يفتح الباب أمام احتمالات أكثر تصعيدًا في الأسابيع المقبلة.